في تجربة تبدو لافتة في سياق إرجاء المؤسسات الثقافية في قطر جميع فعالياتها إلى إشعار آخر، أو تقديمها بعضاً منها على منصّاتها الإلكترونية في محتوى رقمي، أعلن "غاليري أنيما" في الدوحة عن تنظيم جولات فردية لمعرض فاطمة الحاج الذي يحمل عنوان "وهيك كانت الأيام".
كان من المقرّر افتتاح معرض الفنانة التشكيلية اللبنانية (1953) أمس الإثنين ليتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، لكنه تأجل تماشياً مع توجيهات رسمية بتجنّب التجمعات التزاماً بالمعايير الخاصّة بمواجهة فيروس كورونا.
وقرّر الغاليري إتاحة جولات فرديّة وخاصّة للمعرض في مقرّه من خلال الاتصال الهاتفي المباشر بإدارته أو عبر الإيميل، وكذلك عن طريق الحسابات الشخصيّة على تويتر وانستغرام.
تظلّ هذه الخطوة رهينة التقييدات التي قد تفرض على حركة الأفراد في معظم بلدان العالم، ومنها قطر، ولكنها قد تكون مفيدةً حتى اللحظة، وتسمح للمهتمّين بالفن حضور المعارض بصورة منظّمة تحول دون إقامة تجمعات كبرى.
وأشار بيان المنظّمين إلى أن "اختيار الفنانة فاطمة الحاج جاء تعبيراً عن مواجهة الحروب المعاصرة والكوارث البيئيّة والصحيّة بروح الفن وجمالياته، فأعمالُها المفعمة بالطاقة والأمل والحب تُجسّد الحياة وحيويتها، وأسلوبها التعبيري المعاصر والمستقبلي"، موضحّاً أنها "تبشّر من خلال لوحاتها العامرة بالبيادر والحقول والحدائق وأشجار الزيتون والأماسي الشرقية، بالهدوء والسكينة والأحلام والذكريات الجميلة، والحنين إلى عالم صحي وخالٍ من الكوارث والأمراض".
وتكتب الحاج في تقديم معرضها: "ليس هيّناً أن تكون متفائلاً في عالم مليء بالسواد. وليس سهلاً أن تزرع الفرح في عالم يضجّ بالرّعب". مضيفة: "بساطة الطبيعة تجعلني ألجأ إليها، فهي توأم روحي، معها أتعلم وأرتقي. تتغيّر الأماكن، وروحها واحدة، تعطيك الأمان بتواضعها ربما، وربما بالتعجب من عظمتها. ولكن الأكيد أنها الحضن الأكثر أمناً، هي التي تسحب مني الطاقة السلبيّة التي تنتابني من حزن وتعب وغضب".
وأضافت: "تظهر لوحاتي وكأنني أعيش في عالم ملؤه السعادة. ولكن الحقيقة أن ارتقائي مع الطبيعة جعلني أرى الأمور في حجمها الطبيعي. وفي بعض الأحيان أرى كم هي صغيرة مقارنةً مع ما حولها من طاقات إيجابيّة".