يطرح الباحث والأكاديمي الأميركي ستيوارت سويني في محاضرة يلقيها في "قسم التاريخ الدولي" في "مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية" عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء، الثلاثين من الشهر الجاري، النتائج التي توصّل لها في كتابه "وهم أوروبا".
يتأمل المحاضر في دراسته علاقات بريطانيا مع فرنسا وبروسيا الألمانية منذ إعادة رسم خريطة أوروبا في ويستفاليا عام 1648، ويعيد النظر في الاندماج في أوروبا وكيف تطور من خلال الروابط الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية التي تعززت بين هذه الدول الثلاث.
ويرى أنه عندما أصبحت الحروب أكثر تدميراً وارتفعت التوقعات الاقتصادية، ناضلت هذه الدول من أجل أن تصمد وتواصل البقاء بمفردها. ومع ذلك، فقد كان من النادر أن تكون جميع الدول الثلاث أصدقاء في نفس الوقت.
بدلاً من ذلك، يعتبر الكاتب أن من الممكن اعتبار النكسات الواضحة مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أنها تعكس أوروبا الأكثر براغماتية، حيث يتم الاندماج داخل هندسة متغيرة.
وفي الوقت الذي تكافح فيه المملكة المتحدة لإعادة تعريف نفسها وتحديد علاقاتها المستقبلية مع أوروبا والعالم بأسره، يقدم سويني تذكيرًا في الوقت المناسب بمدى ارتباط مصير هذا البلد بمصير فرنسا وألمانيا.
مغامرة سويني التأريخية هذه تعود إلى أكثر من 370 عامًا، لتظهر كيف أن التاريخ علّم كل دولة دروسًا مختلفة وشكّل مواقف مختلفة تجاه التكامل الأوروبي، ويعد أحد الكتب الضرورية اليوم لمن يرغب في فهم مخاطر انفصال بريطانيا.
يُنقّب الكاتب في الطبقات التاريخية السياسية في أوروبا مثل عالم الآثار، ويتناول مواضيع الهجرة، والاقتصاد المتخبط، والاندماج، والقومية، ومعضلة السيادة، والحرب، والدبلوماسية، وفن الحكم، وكل الأزمات التي تعيشها أوروبا في الوقت الحالي وهي في حقيقتها تعود إلى قرون.
ستيوارت سويني محاضر في جامعة أكسفورد، ومتخصص في التاريخ الحديث، كان كتابه الأول بعنوان "تمويل السكك الحديدية الإمبراطورية في الهند" (2011).