"وهران للفيلم العربي": اكتشاف المكتشَف

28 يوليو 2016
(لقطة من فيلم "نوّارة")
+ الخط -

بعد ستّة أيام من العروض اليومية، المُقامة في صالات وهران، غربي الجزائر، بين 22 و27 تمّوز/ يوليو الجاري، أُعلنت نتائج "مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي"؛ حيث حاز الفيلم المصري "نوّارة" لـ هالة خليل جائزة "الوهر الذهبي" للفيلم الطويل، ومنّة شلبي جائزة أفضل ممثلة، عن دورها فيه.

يُذكر أن شلبي فازت بجائزة "أفضل ممثّلة" أيضاً، عن الدور نفسه، في "مهرجان دبي السينمائيّ الدولي" في دورته الثانية عشرة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

يتناول "نوّارة"، ثالث أفلام خليل الروائية الطويلة، واقع الحال المصري في الأيام القليلة التي تلت ثورة 25 يناير، عبر شخصية الخادمة نوّارة، العاملة في دارة فخمة لعائلة ثرية تحاول إيجاد منفذ للهروب من "الثورة" حفاظاً على "ثروتها"، بينما تحلم نوّارة، ابنة الحي الفقير، بخلاص من المآزق الكثيرة التي تعانيها.

أما جائزة "أفضل ممثل"، فكانت من نصيب اللبناني آلان سعادة، عن دوره في فيلم "كتير كبير" لـ مرجان بو شعيا، والذي يروي حكاية ثلاثء أشقّاء يعملون في تجارة المخدّرات، ويبحثون عن وسائل لتهريبها عبر "مطار بيروت الدولي"، فيكتشفون أن بكرات الأفلام لا تُفتح عند الجمارك، ما يجعلهم يُصوّرون فيلماً لتحقيق هدفهم.

كما فاز الجزائري لطفي بوشوشي، بجائزة "أفضل مخرج"، عن "البئر"، أوّل عمل روائي طويل له، علماً أنه معروفٌ في الجزائر منتجاً. ويعود الفيلم إلى حقبة الاستعمار الفرنسي، ليروي يوميات أناس مقيمين في قرية صغيرة، ومعاناتهم للحصول على الماء بسبب الحصار.

أما الفيلم السوري "بانتظار الخريف"، لـ جود سعيد، فحاز جائزة "أفضل سيناريو"، وهو يتناول حكاية فريق كرة طائرة نسائي، في إحدى قرى الساحل السوري، في مواجهة أحوال الموت والخراب في سورية.

ومنحت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، التي ترأّسها السوري محمد ملص، جائزتها الخاصة، للفيلم المغربي "مسافة ميل بحذائي" لـ سعيد خلاف، وتنويهاً للفيلم العراقي "صمت الراعي" لـ رعد مشتت.

الأول يروي قصّة طفل مشرّد، يواجه عنف الحياة في الشارع، فيُصارع من أجل البقاء حيّاً، خارج أوكار الجريمة والانحراف، وسط ظروف صعبة للغاية. أمّا الثاني، فيتناول حكاية عائلة ريفية عراقية، تواجه مأزقاً أخلاقياً، بعد اختفاء الابنة، إذْ يُتّهم شابٌ بالاعتداء عليها و"تغييبها"، بينما المسألة كلّها ناتجة من قيام جنود تابعين للرئيس صدام حسين بقتلها، لأنها كشفت مقبرة جماعية، يدفنون فيها قتلاهم.

تُوِّج "حار جاف صيفاً"، للمصري شريف البنداري، بالجائزة الأولى، في مسابقة الأفلام القصيرة، ومنحت لجنة التحكيم، برئاسة الجزائري رشيد بن علال، جائزتها الخاصة، للفيلم الجزائري "قنديل البحر" لـ داميان أونوري.

يتابع العمل الأول مسار يوم كامل من حياة عجوز مُصاب بالسرطان، ويلتقط تفاصيل عديدة في القاهرة، عن الحب والزواج والشيخوخة والمدينة وغيرها. بينما يروي الثاني قصة حب تجري فصولها على اليابسة وتحت المياه في آن واحد.

وفاز "في راسي دوار" للجزائري حسن فرحاني، بالجائزة الأولى، في مسابقة الأفلام الوثائقية، بينما منحت لجنة التحكيم، برئاسة التونسي خالد غربال، جائزتها الخاصة، للفيلم المصري "أبداً لم نكن أطفالاً"، لـ محمود سليمان.

يدخل الشريط الأول إلى أحد المسالخ في الجزائر العاصمة، ويتابع حكايات عاملين فيه من الرجال، مسنين وشباباً، أثناء عملهم، وخلال أوقات الاستراحة، عندما يشاهدون مباراة لكرة القدم، أو يتحدّثون عن الحب والأحلام.

أما الثاني، فيُسلّط الضوء على الطفولة في المجتمع المصري، مختاراً عائلة مؤلّفة من أم، انفصل زوجها عنها، تاركاً إياها مع 4 أطفال، والمعاناة التي تواجهها لتربيتهم.

يلاحظ أن أغلب الأفلام التي شاركت في الدورة التاسعة سبق أن شاركت في مهرجانات سينمائية، عربية ودولية، في السنتين الأخيرتين، وبعضُها حاز جوائز فيها. وهكذا، جاءت جوائز "مهرجان وهران للفيلم العربي" لتُعيد اكتشاف المكتشَف وتكريم والمكرَّم. بينما بدا توزيعها وكأنه اعتمد معياراً جغرافياً، قصد إرضاء جميع المشاركين.

المساهمون