نجح مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز 2014"، الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة، واختتم أعماله أول من أمس، في التأسيس لمفهوم الإبداع في التعليم.
المؤتمر الذي انعقد على مدى ثلاثة أيام برعاية الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وحمل شعار "تعلم، تخيّل، ابتكر"، بمشاركة أكثر من 1500 من العاملين في القطاع التعليمي، بالإضافة إلى ممثلي عدد من الحكومات والمنظمات غير الحكومية، وغيرهم، ناقش بعض القضايا التعليمية الأساسية، وأسّس لأسلوب تعليمي قائم على الابتكار والتجديد.
وسلّط الضوء على تحديات التعليم في الدول النامية. كذلك، بحث المشاركون كيفية استثمار قدرات الطلاب والأساتذة ليكونوا أكثر إبداعاً وابتكاراً، إيماناً منهم بأن الإبداع هو "المهارة الأهم في القرن الحادي والعشرين"، واستعرضوا واقع ملايين الأطفال المحرومين من التعليم حول العالم.
وأكد رئيس المؤتمر عبد الله بن علي آل ثاني أننا "سنعمل على استكمال هذه الجهود المميزة التي بذلت خلال المؤتمر في المستقبل". ودعا المشاركين إلى "مزيد من التواصل، وفتح قنوات وفرص لتعزيز ذلك". وتحدث عن "المشروع التعليمي الذي أطلقته مؤسسة التعليم فوق الجميع خلال المؤتمر، لصالح مخيم كاكوما للاجئين في كينيا"، قائلاً إن "المؤسسة عملت على دعم المحرومين من التعليم". ولفت إلى أن "وايز ساهمت في تغيير حياة الكثيرين. ووضعت برنامجاً للتعليم الذي يحتاج إليه الناس اليوم وفي المستقبل". أضاف رئيس المؤتمر أن "جوهر وايز يكمن في عقول الآلاف من الأشخاص حول العالم".
وأتاحت قمة "وايز 2014" للمهتمين بقضايا التعليم من مختلف القطاعات الاستفادة من المفكرين، والتواصل معهم لتبادل الأفكار، الأمر الذي يمهد الطريق لاتخاذ إجراءات ملموسة في مجال التعليم على نطاق عالمي".
وتميزت قمة هذا العام ببحث العديد من النقاط المحورية حول التعليم والصحة الجسدية والنفسيّة، وتحديات التعليم ما بعد عام 2015، وجدول الأعمال غير المنجزة. وفي الجلسة الختامية، أعلنت الفائزة بجائزة "وايز"، التي بلغت قيمتها 500 ألف دولار، آن كوتون (رئيسة منظمة كامفيد من أجل تعليم الإناث، التي تعمل في دول إفريقية عدة)، أن "الملايين حول العالم محرومون من هذا الحق"، وتحدثت عن تجربة مؤسستها في أفريقيا، والنجاحات التي حققتها منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن.
وخلال زيارتها إلى زيمبابوي عام 1991، للبحث في أسباب انخفاض تسجيل الفتيات في المدارس، قالت كوتون إنها "نجحت في مساعدة ملايين الفتيات الأفريقيات اللواتي حرمن من الرعاية والاهتمام لدخول المدارس. وقد لاقت استحساناً دولياً لنجاحها في تحقيق فرص بالنسبة للملايين من النساء في المجتمعات المهمشة".
وركزت النقاشات في الجلسة الختامية على أهمية التشجيع على الإبداع والابتكار المستدام، والفضاء المفتوح في التعليم، وإدراج الثقافة والفن في المناهج المدرسية، وخلق بيئة حرة لإطلاق المواهب ورعاية المبدعين. ونوه المتحدثون بالبيئة التعليمية التي هيأتها قطر، وحرصها على الانفتاح على الثقافات الأخرى، مع المحافظة على تراثها وثقافتها، والجهود المتواصلة لدعم ملايين الأطفال والفتيات في القارة الإفريقية.
تناولت المشاريع الستة الفائزة بجوائز "وايز" مجموعة من التحديات التي تواجه التعليم، وهي: مشروع "غرفة الأغاني" (أستراليا)، الذي عمل على توفير برامج فنية لتحسين التعليم والتنمية الشخصية والمشاركة المجتمعية للأطفال المحرومين في الدولة. و"إعادة دمج أطفال الشوارع من خلال التعليم" (مصر) الذي عمل على الحد من عمالة الأطفال من خلال توفير التعليم والمهارات الحياتية الصديقة للأطفال.
هناك أيضاً مشروع "أنا ومدينتي" (فنلندا) الذي سعى إلى خلق بيئة تعليمية عملية تؤمن للتلاميذ المعلومات والخبرات الإيجابية في الأعمال والاقتصاد والمجتمع. ومشروع "علّم الفتيات" (الهند)، الذي اهتم برفع نسبة التحاق الفتيات في المدارس الحكومية، وتحسين أدائهن الأكاديمي من خلال تمكين المجتمع المحلي. بالإضافة إلى مشروع "نحن نحب القراءة" (الأردن) الذي عمل على تشجيع الأطفال على القراءة من أجل المتعة. وأخيراً مشروع "التعليم المتناوب من أجل التنمية الريفية" (البيرو)، الذي عمل على تشجيع التكامل بين العمل الريفي والحياة المدرسية، لضمان الحصول على تعليم شامل ومتنوع.