حصلت صحيفة "واشنطن بوست" على معطيات، تشير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، لم تكن على علم مسبق بأنّ زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، ناصر الوحيشي، كان موجوداً مع عناصر من التنظيم الذين تم استهدافهم خلال ضربة جوية بطائرة من دون طيار، حسب ما أكده مسؤولون أميركيون للصحيفة، مشيرين إلى أن العملية جرى تنفيذها بناءً على التوجيهات العامة لمواجهة الإرهاب.
وأكد المسؤولون للصحيفة الأميركية، أنّ ناصر الوحيشي، الذي شغل منصب الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة"، تمّت تصفيته أثناء ضربة جوية، سمح خلالها لوكالة الاستخبارات المركزية بإطلاق النار، بعد اشتباه عناصرها بوجود أنشطة نمطية مشبوهة للمقاتلين، رغم عدم معرفة الوكالة بهوية الأشخاص، الذين ستتم تصفيتهم.
"واشنطن بوست" أبرزت أن المعطيات الجديدة، تشير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية مازالت تعتمد على عمليات لاستهداف المقاتلين هي محط جدل، وعبرت الإدارة الأميركية في العام 2013 عن رغبتها في وقف اللجوء إليها، لاسيما في اليمن، إذ يقول المسؤولون الأميركيون إن استخدام الضربات الجوية هناك، يخضع لقواعد أكثر صرامة مقارنة مع باكستان.
كما ذكرت الصحيفة الأميركية، أن اللجوء إلى شن الضربات الجوية من دون تحديد هويات المستهدفين مسبقاً، قد يفسر تصاعد وتيرة الضربات بالطائرات من دون طيار في اليمن خلال الأشهر الستة الماضية. ونقلت الصحيفة ما قاله المسؤولون الأميركيون هذا الأسبوع، مؤكدين أن العملية شكلت ضربة موجعة لفرع القاعدة في اليمن، وذلك رغم وقف العمليات المشتركة الأميركية اليمنية على الميدان منذ عدة أشهر.
ونقلت "واشنطن بوست" أن وكالة الاستخبارات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة نفذتا العشرات من الضربات الجوية باليمن منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، ليقارب عددها مجمل العمليات التي تم تنفيذها في 2014، حسب المعطيات التي قامت بتجميعها مؤسسة أميركا الجديدة.
في المقابل، أوضحت الصحيفة أن الجماعات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان تنتقد بشدة اللجوء إلى استخدام الضربات الجوية، من دون تحديد هوية المسهتدفين بشكل مسبق.
وأشارت إلى أن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية للضربات الجوية من دون تحديد هوية المستهدفين مسبقاً، أصبح محط انتقادات شديدة منذ نحو شهرين، حين تم الكشف عن كون ضربة بطائرة من دون طيار، تم شنها في باكستان أدت إلى مقتل رهينتين، أحدهما مواطن أميركي، كانا محتجزين في مبنى تابع لتنظيم القاعدة.
اقرأ أيضاً: ناصر الوحيشي: "المشكلة" لا تنتهي بوفاة بن لادن