يواجه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ضغوطا متزايدة داخل بلاده بعد تولي الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، مقاليد الحكم بالبيت الأبيض، وظهور أزمة متصاعدة بين البلدين بسبب التشدد الأميركي، مقابل عدم تخلي روحاني عن خطابه المعتمد على الدبلوماسية الناعمة.
صحيفة "واشنطن بوست" اعتبرت في مقال لها أن دبلوماسية روحاني مقابل تشدد ترامب مع إيران زادت من عدد منتقديه، في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بإيران التي تجرى خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأضافت أن هذه الأزمة المتصاعدة بين طهران وواشنطن تهدد بالقضاء على التوجه البراغماتي لدى روحاني، الذي تم انتخابه قبل أربعة أعوام بعد تعهده بإنهاء حالة العزلة التي تواجهها بلاده من الدول الغربية. وفي ظل الأزمات الجديدة التي ظهرت مع وصول إدارة ترامب، يواجه توجه روحاني المبني على دعم الحوار مع الغرب هجمات شرسة.
كما أن الانتقال من حالة انفراج العلاقات في حقبة إدراة الرئيس السابق، باراك أوباما، إلى المواجهة المباشرة مع البيت الأبيض في ظل حكم ترامب، جعل روحاني في موقع ضعف، في وقت يحتاج فيه لحشد الأصوات استعدادا للنزال الانتخابي في مايو/ أيار المقبل، كما أوردت الصحيفة.
في المقابل، اعتبرت الصحيفة أن روحاني، الذي كان رجل دين قبل انتقاله للسياسة، لديه بعض الأوراق الرابحة، من قبيل خوضه المنافسة في الانتخابات وفي جعبته خبرة من أربعة أعوام في العمل الرئاسي. وتتابع الصحيفة أنه رغم الاختلاف حول التوجهات السياسية والأيديولوجية، يظهر أن روحاني ما زال يحظى بدعم المرشد الأعلي، علي خامنئي، الذي يمتلك صلاحيات واسعة وفي إمكانه إما دعم المرشحين أو التقليص من حظوظهم.
ورغم ذلك، توضح الصحيفة أن الناخبين إذا اعتبروا أن روحاني فشل في تحقيق الوعود التي أطلقها خلال حملته الرئاسية السابقة، مثل تحقيق النمو الاقتصادي وذلك من خلال جني ثمار الاتفاق النووي الموقع مع الدول الغربية، فإن ذلك كفيل بالتسبب بتدني شعبيته قبل موعد الانتخابات.
ولفتت الصحيفة إلى أن المتاعب بدأت تواجه روحاني، حينما بدأ الإيرانيون يشككون في مدى قدرة الاتفاق النووي الموقع عام 2015 على رفع حجم الاستثمارات والتخفيف من حدة الفقر، لا سيما أنه تم رفع بعض العقوبات الاقتصادية بموجبه.
كما أشارت الصحيفة إلى أن حظوظ روحاني في نيل المنصب الرئاسي تبقى أيضا مرتبطة بمدى تشدد إدارة ترامب مع طهران، وطبيعة رد خامنئي على ذلك.
ويصعب في الوقت الراهن، حسب الصحيفة، توقع إن كان المرشد الأعلى سيتخلى عن روحاني إذا اختار الأميركيون التشدد مع بلاده، أو وضع الثقة فيه لأربعة أعوام أخرى.