ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير لها اليوم الجمعة، أن احتمال العمل العسكري الأميركي ضدّ إيران لا يحظى سوى بالقليل من الدعم الدولي، فقد رفضه حلفاء الولايات المتحدة هذه المرة علانية، فيما دعت القوى الكبرى، مثل روسيا والاتحاد الأوروبي، إلى ضبط النفس، كما أن الدعم ضئيل بين أعضاء الكونغرس الأميركيين، الذين عبر بعضهم عن سخطه من نقص المعلومات.
حتى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صاحب النّبرة الحادّة عند الحديث عن إيران، فقد كشفت الصحيفة المذكورة، بالأمس، عن غضبه إزاء دفع مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، نحو سياسة أكثر صقوريّةً مع طهران، وأنه يبحث عن صفقة معها، ويريد الحديث بشكل مباشر.
غير أن الصحيفة أشارت إلى تحالفٍ وحيدٍ يدعم هذه الفكرة، يجمع كلاً من السعودية وإسرائيل والإمارات، مضيفة أنه ليس من قبيل الصدفة أن هذه البلدان لجأت إلى البيت الأبيض منذ تولي ترامب منصبه في يناير/ كانون الثاني 2017، حين رأت أن الإدارة القادمة ستكون حليفة ضدّ إيران.
وذهبت صحيفة "عرب نيوز" السعودية إلى أبعد من ذلك، حين أشارت إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة تنفيذ "ضربات جراحية" ضد إيران، انتقاماً من التحركات الأخيرة المنسوبة إلى طهران، معتبرة أن الضربات الأميركية في سورية يمكن أن تكون نموذجاً لذلك.
ويذهب علي الشهابي، مؤسس المؤسسة العربية المؤيدة لسياسات الرياض في واشنطن، في الاتجاه ذاته، حين يكتب في صفحته على "تويتر"، إن "خوض الحرب مع إيران قد يكون "خطيراً وغير ضروري"، مستدركاً بأنه يجب إعطاء الحرس الثوري الإيراني "رسالة مكلفة ومؤلمة".
لكن رغم تلك الحماسة المعلنة، فإن لدى تلك الدول مخاوفها ومحاذيرها أيضاً، وبالذات بالنسبة لإسرائيل والإمارات، إذ تشير الصحيفة في هذا الإطار لما قاله باراك رافيد معلق القناة الإسرائيلية الـ13، حينما نشر تقريراً على موقع "أكسيوس" الإخباري أفاد فيه بأن نتنياهو أبلغ الاستخبارات الإسرائيلية وضباط الجيش بأن الإسرائيليين "سيبذلون كل جهد من أجل عدم الانجرار وراء التصعيد في الخليج، ولن يتدخلوا بشكل مباشر في الأمر".
وتضيف الصحيفة أن الإمارات اتخذت موقفاً علنياً أكثر حذراً بشأن التوترات مع إيران، إذ صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية فيها، أنور قرقاش، الأربعاء، أنه لا يريد التكهّن بمن كان وراء الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي، واستهدفت أربع سفن إماراتية وسعودية، على سواحل الفجيرة.