وأشار مقال الصحيفة إلى أن إيران وحلفاءها يحاولون الاستيلاء والسيطرة على جل العواصم الكبرى القريبة، وتحديدا بيروت، ودمشق، وبغداد، وصنعاء. ونقلت عن البيت الأبيض إشارته إلى أن حلفاء إيران يزرعون العبوات الناسفة على امتداد مضيق باب المندب، ويوجهون صواريخهم من اليمن باتجاه الرياض، ويحاولون اجتزاء مناطق نفوذ على أنقاض تنظيم "داعش" بسورية والعراق.
ولفت الكاتب إلى أنه لا يوجد ما يدل على أن تعطيل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاتفاق النووي مع إيران سيحقق أي منافع أمنية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية ولإسرائيل. وأضافت أن خطوة كهذه ستؤدي إلى زرع فقدان الثقة فيما تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها في هذه الحالة بالذات إلى طلب الحصول على الوضوح، وتحديدا الإصرار على التزام كل الأطراف بالاتفاق النووي الذي يضع الغطاء على الأقل لعقد كامل، على مفاعلات إيران النووية ومخزونها من المواد المخصبة.
وبخصوص الدعوات لإعادة النظر بالاتفاق النووي، وخصوصا الاستجابة للأصوات التي تدعو الرئيس الأميركي إلى "عدم تصديق" الاتفاق، مع تصميم أصحاب ذلك الموقف على ضرورة قيام ترامب بالحصول على اتفاق أقوى بدل وقفه، اعتبر المقال أن الإدارة الأميركية تحاول نيل أمرين متناقضين في الآن نفسه.
واستحضر المقال في هذا الصدد ما جاء على لسان السيناتور، توم كوتون، أحد المنتقدين البارزين للاتفاق النووي مع إيران، حينما استعرض هذه المقاربة الدبلوماسية الغامضة هذا الأسبوع أمام مركز مجلس العلاقات الخارجية بالقول: "أنا لا أقترح الخروج من الاتفاق الآن. أنا أقترح اتخاذ الخطوات اللازمة التي ستمكن من هامش مناورة للحصول على اتفاق أفضل".
واعتبر المقال أن كوتون يريد "عدم التصديق"، من دون فرض عقوبات، متسائلا ما الذي ستستطيع الولايات المتحدة فعله إن قامت بذلك. "في الظاهر، فإن تلك الفكرة تتمثل في أن الضغوطات الأميركية ستجعل إيران مقتنعة بتقديم تنازلات أحادية الجانب ظلت ترفضها طيلة 13 عاما، بينما كانت يتم التفاوض على الاتفاق"، كما ورد في المقال.
كما أوضح المقال أن الإدارة الأميركية تقول إن تركيزها وجهودها منصبان على التعامل مع المشكلة الإيرانية، مضيفاً أن المسؤولين يقولون إن ترامب وقع على استراتيجية موسعة ستضع التصرفات الإيرانية الهم الرئيسي لعمل الإدارة. وتابع الكاتب أن ما طرح بشأن "عدم تصديق" ترامب على الاتفاق النووي سيهيمن على ما يبدو على عناوين الأخبار على امتداد الأسابيع والشهور القادمة. وحذر من أن ذلك سيجعل الإدارة الأميركية تركز جهودها، بدون طائل من وراء ذلك، على ما تم احتواؤه من المشكلة الإيرانية (برنامجها النووي)، وتشتيت الجهود في التعامل مع التهديد الحقيقي (أطماع إيران بالمنطقة).
وبخصوص التساؤلات حول طبيعة الردّ الإيراني على ما تنوي الإدارة الأميركية القيام به، نقل الكاتب عن مسؤول إيراني سابق على اطلاع، ويدعى سيد حسين موسويان، قوله إنه إذا قرر ترامب "عدم التصديق"، ولم يقم الكونغرس بإعادة فرض العقوبات على إيران وقامت باقي الأطراف الدولية بالالتزام بالاتفاق النووي، فإن إيران لن ترى أي داع لعدم الاستمرار في الالتزام به. لكن موسويان حذر من أن هذا الموقف يواجه اعتراضا من قبل بعض الجهات السياسية في إيران، والتي تدعو إلى وقف الاتفاق إذا ما قام ترامب بالتشكيك في الالتزام الإيراني ببنوده.
وخلص الكاتب إلى أن هناك أمرا مهما يتعين بموجبه على ترامب التصديق على أن إيران تلتزم ببنود الاتفاق النووي، وهو كون طهران تلتزم فعلا بذلك، داعيا الإدارة الأميركية إلى وضع تداعيات عدم التصديق بعين الاعتبار: "فإذا رفضت الولايات المتحدة التصديق على اتفاق فيما البلد الطرف بالاتفاق ملتزم "تقنيا"، ما الدافع الذي سيجعل أي بلد آخر يوقع اتفاقا آخر معنا؟".