تبدو القصة عادية جداً لو أنها لم تكن في فلسطين، فعودة شادي الابن المهندس (صالح بكري) من إيطاليا إلى البلاد لمساعدة والده أبو شادي (محمد بكري) في إعدادات حفل زفاف شقيقته آمال (ماريا زريق) تكشف طبقات الواقع المعقدة اجتماعياً وسياسياً.
معظم الفيلم يدور في سيارة الفولفو بموديلها القديم، حيث يركب الأب الذي تجاوز الستين إلى جانب ابنه الذي يقود السيارة الأثيرة عند والده، وينتقلان من شارع إلى شارع ومن بيت إلى آخر بهدف اتباع الطريقة التقليدية لتوزيع الدعوات إلى حفل الزفاف باليد.
أثناء الطريق نراقب الحوار بين الأب والابن وبعض الشجارات العائلية التي تحدث في الطريق، ولكن المشكلة الكبرى ليست في الحوار داخل السيارة، وعلى الطريق بل في حضور الأم التي تركت عائلتها وهاجرت إلى أميركا إلى زفاف ابنتها، ونكتشف من خلال الحوارات أنها غادرت بفضيحة ما، وتخلّت عن العائلة منذ سنوات، ورغم أنها تزوجت وعاشت حياتها الجديدة على بعد آلاف الأميال في قارة أخرى، لكن مغادرتها خلّفت ألماً لم يتوقف أفراد أسرتها عن استعادته.
قصة فيلم جاسر عن أولئك الذين يُتركون في الماضي وفي جغرافيا مختلفة؛ ما هو مصيرهم، وكيف يعيشونه؟ كما يتيح للمتفرج أن يرى الناصرة اليوم وكيف يعيش أهلها تحت الاحتلال الإسرائيلي وكيف يخلقون الطرق والوسائل لتسهيل حياتهم اليومية وتفاصيلها.
"واجب" الذي اختير لتمثيل فلسطين رسمياً عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية لجوائز الأوسكار خلال 2018، هو العمل الثالث الذي يلعب صالح بكري دور البطولة بل والشراكة مع المخرجة آن ماري جاسر، بعد "لما شفتك" و"ملح هذا البحر".
يُذكر أن الفيلم سيعرض أيضاً في الدورة المقبلة من مهرجان "تورنتو السينمائي"، وهو من إنتاج مشترك بين مؤسسات مختلفة، من بينها: "أفلام فلسطين"، و"ميتافورا"، وقد ساهم في إنتاجه عدّة بلدان هي فلسطين وفرنسا وكولومبيا وألمانيا والنرويج وقطر.