"هيرمينوطيقا ريكور": حلول لسوء الفهم البشري

15 اغسطس 2016
ريكور (1913-2005)
+ الخط -
صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا بول ريكور وعلاقتها بالعلوم الإنسانية: نحو تأسيس هيرمينوطيقا للحوار" للأكاديمي السوري حسام الدين درويش.

يحلّل الباحث، في دراسته، إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا الفيلسوف الفرنسي، ويوّضح صلتها بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، محاولاً تقويم نجاح ريكور في التأسيس النظري لعلاقة الفلسفة باللاهوت والعلم، من دون أن يتجاوز خطوطاً فاصلة بينها.

يشير درويش إلى أن الكتاب يتناول الحيز الذي يمكن أن يشغله التفسير في الهيرمينوطيقا وفي العلوم الإنسانية والاجتماعية، والدور الذي يمكن الفهم والتأويل أن يؤدياه في هذه الهيرمينوطيقا وهذه العلوم، طارحاً تساؤلات عدة؛ من بينها: كيف يمكننا أن نصالح بين المقاربة التفسيرية والمقاربة التفهّمية أو الفهمية في ميدانَي الهيرمينوطيقا والعلوم الإنسانية والاجتماعية؟ وما المكان الذي يمكن أن تشغله محاولات الموضَعة العلمية، أو إعطاء الصفة الموضوعية في العلم، ومنهج التفسير في ميدان الهيرمينوطيقا، بصفته ميدان الفهم والتأويل؟ وهل يوجد مكان أو دور للفهم والتأويل في منهجية العلوم الإنسانية؟

قسّم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء. يضم الأول، وعنوانه "إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا الرموز والعلامات عند ريكور"، ويتكوّن من ثلاثة فصول. أما القسم الثاني فعنوانه "إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا ريكور للنص والسرد، ويتألف من فصلين اثنين، ويركز فيه على محاولة ريكور إقامة علاقة جدلية بين التفسير والفهم في نظريتي النص والاستعارة، وتبيّن كيفية انتقاله من هيرمينوطيقا الرموز إلى هيرمينوطيقا النصوص، وأسباب هذا الانتقال ونتائجه.

يحمل القسم الثالث من هذا الكتاب عنوان "التوسُّعات المتتالية لهيرمينوطيقا النص الريكورية: الفهم والتفسير في العلوم الإنسانية والاجتماعية وفي هيرمينوطيقا الخطاب الشفهي"، وهو مؤلّف من فصلين، يناقش الباحث خلالهما إشكالية المنهج في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتأسيس هيرمينوطيقا للخطاب الشفهي والحوار انطلاقاً من الهيرمينوطيقا الريكورية.

كما يقابل المؤلف بين بعض أنواع الخطاب الشفهي كالخطاب التلفزيوني والإذاعي والنص باعتباره أنموذجاً هيرمينوطيقياً ويماثلهما، ليكشف عن سمات مميزة للنص في الخطاب التلفزيوني والإذاعي أيضاً. ويتطرق إلى ظاهرة عدم الفهم في تبادل الحديث الشفهي عموماً، وفي الحوار خصوصاً، والعلاقات المعقَّدة بين الفهم والتأويل والتفسير في الحوار، باحثاً عن حلٍّ لظاهرة سوء الفهم أو عدمه في الحوار، انطلاقاً من أخلاق الحوار والفهم. وينهي الفصل هذا بالتطرق إلى الترجمة، بوصفها أنموذجاً إرشاديّاً للهيرمينوطيقا.

المساهمون