هناك نوعية منتشرة من الكتب في مصر، تباع على الأرصفة أو المواصلات العامة، تلك التي تعدك بمعرفة كل شيء عن أمر ما في "7 أيام" أو "7 خطوات"، وبدون معلم. كتب تعد بالبساطة والاختصار والعجالة وتعريفك بقشور الأشياء.
من هذه النوعية، ولكن مغلفة هذه المرة بحكايات وشكل أدبي، أتت رواية "هيبتا" للروائي، محمد صادق، والتي حققت نجاحاً فائقاً في مصر منذ إصدارها في مطلع عام 2014، ما أدى لطبعها في عشرات الطبعات، واقتباسها في النهاية في فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه. وحقق الفيلم، أيضاً، نجاحاً استثنائياً بعد أسبوع واحد من عرضه في مصر، ورغم اجتهاد صناعه إلا أنه لم يستطع أبداً تجاوز أي من عيوب العمل الأصلي، وعلى رأسها: السطحية!.
يبدأ الفيلم بمحاضر يدعى شكري، إذْ يعطي محاضرة كبيرة ومهمة في جامعة القاهرة عن الحب، يصطف العشرات وربما المئات أمامه، ليحكي عليهم "مراحل الحب السبع" كما يسميها من خلال 4 شخصيات و4 حكايات عاطفية تستمر بالتوازي على مدار الفيلم كاملاً، حيث نرى السبع مراحل في الأربع علاقات لـ: طفل.. مراهق.. رجل عشريني.. رجل في أواخر الثلاثينات.
أغلب مشاكل الفيلم الكبرى والجوهرية متعلقة بالأساس بالتزامه بالرواية. فكرة أن تصنع نظرية جامدة عن مرور أية علاقة بـ 7 مراحل، ثم تحاول طوال الوقت أن تسقط تلك المراحل النظرية على 4 علاقات مختلفة، متجاوزاً خصوصية وطبيعة شخوص كل علاقة ومراحلهم العمرية، والتجارب الإنسانية والنضوج العقلي والعاطفي، الذي قد يمتاز به كل منهم. هذا الأمر جعل الحكايات شديدة السطحية، مهما تمت مداراته بشكل جيد أو هوليوودي من الخارج، كما أنه ممل في بعض الأحيان، لأنك تعرف كمتفرج ما سيحدث في كل مرحلة بمجرد عنوانها، تلك هي فترة التعارف.. تلك هي فترة الحب.. تلك هي فترة المشاكل…إلخ.
اقــرأ أيضاً
الأمر الثاني، هو أن ازدحام الفيلم بالشخصيات، 8 شخصيات في 4 حكايات متوازية إلى جانب المحاضر وحكايته الخامسة الخارجية، أدىّ إلى لهاث المشاهد وراء كل قصة، مع مزيد من التسطيح للعلاقات ومشاعر الشخصيات. ورغم أن الفيلم ينجح نسبياً في نصفه الأول في صنع إيقاع مقبول، وشكل تعارف متماسك، ولكنه ينهار تماماً في النصف الثاني تحت وطأة كثرة الأحداث، التي من المفترض أن يحكيها. وبالتالي، نرى أموراً ساذجة واختزالية من قبيل مشكلة في علاقة لأن الزوجة قالت لزوجها "متبقاش نكدي"، أو علاقة أخرى تنتقل من مراحل "الحب/المشاكل/الزواج/الطلاق" في أربع مشاهد متقطعة فقط، كل مشهد لا يزيد عن دقيقة يعبر عن مرحلة كاملة.
في النهاية، ربما يكون نجاح هذا الفيلم مفيداً للسينما المصرية، لأنه يفتح الباب لمزيد من التنوع والاهتمام بجودة التنفيذ والاقتباس من الأدب، ولكنه تجربة أقل من المتوسطة، أو ربما متواضعة، كعمل فني لم يستطع الفكاك من سطحية الرواية المقتبس عنها.
اقــرأ أيضاً
من هذه النوعية، ولكن مغلفة هذه المرة بحكايات وشكل أدبي، أتت رواية "هيبتا" للروائي، محمد صادق، والتي حققت نجاحاً فائقاً في مصر منذ إصدارها في مطلع عام 2014، ما أدى لطبعها في عشرات الطبعات، واقتباسها في النهاية في فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه. وحقق الفيلم، أيضاً، نجاحاً استثنائياً بعد أسبوع واحد من عرضه في مصر، ورغم اجتهاد صناعه إلا أنه لم يستطع أبداً تجاوز أي من عيوب العمل الأصلي، وعلى رأسها: السطحية!.
يبدأ الفيلم بمحاضر يدعى شكري، إذْ يعطي محاضرة كبيرة ومهمة في جامعة القاهرة عن الحب، يصطف العشرات وربما المئات أمامه، ليحكي عليهم "مراحل الحب السبع" كما يسميها من خلال 4 شخصيات و4 حكايات عاطفية تستمر بالتوازي على مدار الفيلم كاملاً، حيث نرى السبع مراحل في الأربع علاقات لـ: طفل.. مراهق.. رجل عشريني.. رجل في أواخر الثلاثينات.
أغلب مشاكل الفيلم الكبرى والجوهرية متعلقة بالأساس بالتزامه بالرواية. فكرة أن تصنع نظرية جامدة عن مرور أية علاقة بـ 7 مراحل، ثم تحاول طوال الوقت أن تسقط تلك المراحل النظرية على 4 علاقات مختلفة، متجاوزاً خصوصية وطبيعة شخوص كل علاقة ومراحلهم العمرية، والتجارب الإنسانية والنضوج العقلي والعاطفي، الذي قد يمتاز به كل منهم. هذا الأمر جعل الحكايات شديدة السطحية، مهما تمت مداراته بشكل جيد أو هوليوودي من الخارج، كما أنه ممل في بعض الأحيان، لأنك تعرف كمتفرج ما سيحدث في كل مرحلة بمجرد عنوانها، تلك هي فترة التعارف.. تلك هي فترة الحب.. تلك هي فترة المشاكل…إلخ.
الأمر الثاني، هو أن ازدحام الفيلم بالشخصيات، 8 شخصيات في 4 حكايات متوازية إلى جانب المحاضر وحكايته الخامسة الخارجية، أدىّ إلى لهاث المشاهد وراء كل قصة، مع مزيد من التسطيح للعلاقات ومشاعر الشخصيات. ورغم أن الفيلم ينجح نسبياً في نصفه الأول في صنع إيقاع مقبول، وشكل تعارف متماسك، ولكنه ينهار تماماً في النصف الثاني تحت وطأة كثرة الأحداث، التي من المفترض أن يحكيها. وبالتالي، نرى أموراً ساذجة واختزالية من قبيل مشكلة في علاقة لأن الزوجة قالت لزوجها "متبقاش نكدي"، أو علاقة أخرى تنتقل من مراحل "الحب/المشاكل/الزواج/الطلاق" في أربع مشاهد متقطعة فقط، كل مشهد لا يزيد عن دقيقة يعبر عن مرحلة كاملة.
في النهاية، ربما يكون نجاح هذا الفيلم مفيداً للسينما المصرية، لأنه يفتح الباب لمزيد من التنوع والاهتمام بجودة التنفيذ والاقتباس من الأدب، ولكنه تجربة أقل من المتوسطة، أو ربما متواضعة، كعمل فني لم يستطع الفكاك من سطحية الرواية المقتبس عنها.