"هدايا السيارات" للاعبي الريال والبرسا تستفز فقراء إسبانيا

تسبب لاعبو ريال مدريد وبرشلونة بغضب غالبية الشعب الإسباني، نظير قيام شركات السيارات العملاقة بمنح هدايا للاعبي ومدربي فريقي ريال مدريد وبرشلونة بشكل متكرر، متمثلة في أحدث الطرازات من منتجاتها، في وقت يعاني فيه باقي المواطنين من ويلات الأزمة الاقتصادية والبطالة والفقر.

ووزعت شركة (أودي) الألمانية سيارات من طراز (إيه سيفين سبورتباك) إلى جميع لاعبي فريق برشلونة مجانا، بناء على طلبهم، في تقليد يتم سنويا للدعاية لمنتجاتها، وسيتكرر نفس الأمر مع لاعبي ريال مدريد في غضون أيام، حيث تتولى رعاية الناديين الكبيرين في الليجا.

ويقدر سعر السيارة الواحدة من تلك الفئة داخل إسبانيا بـ 60 ألف يورو، وهو مبلغ يثير استفزاز المواطن العادي الذي تتواصل معاناته مع الأزمة منذ نحو خمسة أعوام.

وكانت الحالة الوحيدة التي رفض فيها أحد المنتمين للفريقين استلام السيارة في 2009، حين رفض المدرب الكتالوني بيب جوارديولا الحصول على سيارة من فئة (كيو سيفين) تضامنا مع أعضاء جهازه الفني، حيث تجاهلتهم الشركة في توزيع الهدايا.

وتزامن توزيع تلك الهدايا مع نشر إحصائية رسمية، تفيد بأن معدل البطالة في إسبانيا بلغ نسبة 23.67% بما يعادل خمسة ملايين و427 ألفا و700 شخص عاطلين عن العمل.

وانتقدت وسائل الإعلام الإسبانية هذا السلوك المهيج لمشاعر الفقراء والعاطلين، وقارنت بينه وبين الموقف الإيجابي لنادي رايو فايكانو، الذي قاد حملة تبرعات لإنقاذ سيدة مسنة من مشجعيه من الطرد من منزلها لتراكم الديون.

وطالبت بعض الصحف والمواقع الناديين المدريدي والكتالوني بالتقرب أكثر من المواطنين وتجنب النظرة الفوقية الاستعلائية، وتنظيم مبادرات تساعد على تجاوز الأزمة المالية، باعتبارهما من أغنى أندية العالم.