"هاشتاغات" الشباب: كرنفال محاربة الإرهاب

14 يوليو 2016
(في العراق، تصوير: محمد صوّاف)
+ الخط -

مع ازدياد الهجمات الإرهابية في المنطقة والعالم على حد سواء، أصبح شباب المجتمع الدولي المتمثل بجمهور السوشيال ميديا ماكينة إعلامية كبرى في مواجهة الإرهاب والتطرف عبر وسوم (هاشتاغات) بدأت تسلب هيمنة داعش على وسائل التواصل شيئاً فشيئاً، وتمارس الضغط على السلطة في محاربة الفساد الذي يعد أحد المنابع الحيوية لإدامة حياة التنظيمات الإرهابية، مثل وسم "جهاز كشف الزاهي" والذي استهدف جهاز كشف المتفجرات الزائف المستخدم في النقاط الأمنية العراقية، وأسفر عن إيقاف العمل بهذا الجهاز وإحالة عدد غير قليل من المسؤولين إلى القضاء.

المدون والإعلامي، مهند الغزي، يرى في حديث إلى "جيل العربي الجديد" أن "الخطاب المسيطر على الوسط الإعلامي والاجتماعي هو خطاب شاب بامتياز، ولاسيما في موقع "تويتر"، إذ كان له الدور الإيجابي في وضع الأخبار والقضايا العراقية في مقدمة المواضيع المتداولة على الموقع، وكان هذا الأمر جلياً في معارك الفلوجة التي أخذت صدى واسعاً وغلبة إعلامية للحسابات العراقية على حساب جيش تنظيم داعش الإلكتروني، وهذا ما تؤكده إحصائيات هذه الحسابات فقد هبطت إلى عشرها تقريباً".

ويسلط الغزي الضوء على الدور السيء الذي تلعبه الماكينات الإعلامية التابعة لشخصيات سياسية ودينية في هذه المواجهة، قائلاً إن "صفحات التحريض المذهبي التي تقف وراءها ماكينات إعلامية لشخصيات سياسية ودينية لم يعد لها سبيل للدفاع عن مكانتها في الساحة غير التطرف والتحريض المذهبي من خلال نشر مقاطع الفيديو المفبركة ونسج القصص".

ويذكر لنا الغزي مثالاً على ذلك: "في أول أيام العيد، نشرت صفحة ويكليكس العراق صوراً احتفالية لأهل الأعظمية بالعيد على الرغم من حالة الحداد التي يعيشها البلد إثر هجوم الكرادة، ومن النظرة الأولى نكتشف أن الصور قديمة وقد التقطت في فصل الشتاء ونحن في الصيف".

ويؤكد الباحث السياسي نبراس الكاظمي ما جاء به الغزي بشأن الإعلام الحزبي الذي يعيق عمل الشباب على شبكات التواصل بقوله: "ما نعلمه، من خلال الأدلة الوضعية، أن هناك ماكينة إعلامية لدى بعض الجهات السياسية والتي ينصب تركيزها على مواقع التواصل الاجتماعي لغرض ترويج خطاب ما، وصناعة رأي عام. ويبدو أن هناك أموالاً كبيرة مسخّرة لهذا الغرض. ولأن أجنداتها وأساليبها تتماهى مع حالة عامة من انخفاض الوعي، وما يرادفه من صخب إعلامي هائل، فهي تجد أرضية جيدة لها لتمرير هذا الخطاب".

ويشير الكاظمي إلى أن "الخطاب المناهض للتطرف ذو طبيعة عائمة، بل ما نراه من المجتمع الدولي أنه يركز على مجاميع المهاجرين وأبنائهم في الغرب، ولا يسعى إلى معالجة منابت التطرف في الشرق الأوسط بصورة منهجية، بل يضع هذه المسؤولية على عاتق مقاول ثانوي محلي، مثل حكومات الشرق الأوسط، لصنع هذا الخطاب والترويج له، مثل مركز الصواب في الإمارات".

من جانب آخر، يشتكي الناشط والإعلامي، زين يوسف، من الإعلام المحلي والإقليمي، قائلاً: "إن أهم الأسباب بعدم وصول الصوت العراقي بصورة صحيحة، على العكس مما يحدث في تناول الهجمات الإرهابية الأخرى في باقي أنحاء العالم"، مضيفاً "العالم ينظر الى حكومتنا على أنها الراعي للإرهاب وتتناول الوسائل الإعلامية ما يحدث كونه استهدافاً لفصائل مسلحة ومليشياوية، على الرغم من أن الإرهاب يضرب المدنيين".

ويرى يوسف أن "الشباب المستقل قادر على إيصال صوتهِ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن الممكن، أيضاً، التأثير على جمهور الأحزاب لاسيما الإسلامية من خلال الخطاب الهادف"، مبيناً أن هذه الأحزاب أصبحت "تستغل الموقف بسبب انتهاء رصيدهم، وأن الجميع يعلم أن الشعب بدأ يفهم ويرى من معهُ ومن ضدهُ".

ويختم حديثه بانتقاد خطاب الطبقة المثقفة الذي "ينظر إلى الشباب كهامش لا يتصل بهِ بشكل مباشر"، لافتاً إلى "الفجوة الكبيرة الناشئة بين خطابه النخبوي والرأي العام".


(العراق)

المساهمون