ذكرت صحيفة "هآرتس" أن روسيا تعتمد، في الأسابيع الأخيرة، خطاً متشدداً تجاه إسرائيل منذ إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية "إيل-20" في الأجواء السورية، في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأوضحت "هآرتس"، على ما يبدو نقلاً عن مصادر عسكرية، أن الروس يطلبون عبر الخط الساخن بين قيادة القوات الروسية في حميميم وبين مقر قيادة وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، استيضاحات كثيرة عن نشاط الطيران الإسرائيلي فوق الأجواء السورية، كما تم تفعيل أجهزة الرادار والإنذار المبكرة الروسية الموجودة على الأراضي السورية أكثر من مرة مؤخراً.
وجاء هذا الكشف، بحسب الصحيفة اليوم الأحد، بعدما كشف كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه أفيغدور ليبرمان الأسبوع الماضي، أن دولة الاحتلال تواصل نشاطها في الأجواء السورية لإحباط محاولات التموضع الإيراني في سورية، ومنع نقل أسلحة إيرانية متطورة إلى "حزب الله" في لبنان.
وبحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقد أنه إذا اقتضت الضرورة فهو قادر على التغلب على المنظومات الدفاعية السورية، وخاصة منظومات اعتراض الصواريخ من طراز إس 300، التي قامت روسيا بتزويد النظام السوري بها بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية للتجسس في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، وما تبع ذلك من أزمة في العلاقات بين روسيا وإسرائيل.
وتأتي هذه التقديرات بفعل الفترة التي تستغرقها عملية تدريب أطقم النظام السوري على استخدام هذه المنظومات، علماً أن تقارير إسرائيلية سابقة أشارت إلى أن طياري جيش الاحتلال سبق لهم أن تدربوا على مواجهة مثل هذه المنظومات.
ووفقاً للصحيفة، فإن الأهمية الفعلية للتحركات الروسية الأخيرة هي "سياسية ودعائية"، إذ إن موسكو تؤشر من خلال هذه التحركات وطلب المزيد من الإيضاحات عبر الخط الساخن إلى أنها تعتزم تقييد حرية سلاح الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي فوق الأجواء السورية، وأن حقيقة وجود جنود روس يشغلون حالياً هذه المنظومات يضع مصاعب أمام إسرائيل في مهاجمة قواعد هذه البطاريات المضادة للطائرات، في حال إطلاقها صواريخ ضد الطيران الحربي الإسرائيلي.
يشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي كان أعلن، قبل أسبوعين تقريباً، في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية، أنه تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن الاثنين اتفقا على عقد لقاء قريب بينهما.