نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الجمعة، عن مسؤولَين في الاستخبارات تأكيدهما أنّ الإيرانيين قد يحتاجون ما يصل إلى سنتين من أجل إعادة برنامجهم النووي إلى المكان الذي كان عليه قبل تفجير منشأة نطنز النووية، مشيرة، في تقرير بعنوان "الضربة على برنامج إيران النووي: مخططة لفترة طويلة وأكبر من المعتقد"، إلى أنّ صوراً جديدةً من الأقمار الصناعية فوق المنشأة المستهدفة تظهر أضراراً أوسع بكثير ممّا كان واضحاً الأسبوع الماضي.
وتقدّر دراسة عامة موثوقة أنّ إيران ستحتاج إلى عام أو أكثر حتى تتعافى قدرتها على إنتاج أجهزة الطرد المركزي.
وتحدثت الصحيفة عن الانفجار الذي دوّى في إيران صباح أمس الجمعة، والذي لم يكن مفسّراً، مشيرة إلى أنه يبدو أنه يأتي من اتجاه قاعدة صاروخية، وإذا ثبت أنه هجوم آخر، وفق الصحيفة، فإنه سيزعزع الإيرانيين، من خلال إثبات، مرة أخرى، أنّ حتى مرافقهم النووية والصاروخية الأفضل حراسة، تمّ اختراقها.
ويتوقع مسؤولون غربيون نوعاً من الانتقام قد يكون ضدّ القوات الأميركية أو حلفائها في العراق، أو ربما تجديداً للهجمات الإلكترونية، على الرغم من أنّ إيران أفصحت عن القليل من المعلومات بشأن الانفجارات.
News Analysis: The attack that left an Iranian nuclear plant a charred ruin was bigger than previously known, and may signal a new strategy of escalation https://t.co/4YLwPSC4N7
— The New York Times (@nytimes) July 10, 2020
وقارن مسؤولون مطّلعون على الانفجار في نطنز، تعقيده، بهجوم "ستاكس نت" الإلكتروني المتطوّر على المنشآت النووية الإيرانية قبل عقد من الزمن، والذي تمّ التخطيط له لأكثر من عام. وتشير الصحيفة إلى أن النظرية الأساسية في تفجير الأسبوع الماضي تتحدث عن زرع جهاز متفجر في المنشأة التي تخضع لحراسة مشددة، ربما قرب خط غاز، إلا أن بعض الخبراء طرحوا أيضاً فرضية اللجوء إلى هجوم إلكتروني لتحريك إمدادات الغاز.
يتوقع مسؤولون غربيون نوعاً من الانتقام ضدّ القوات الأميركية أو حلفائها في العراق، أو ربما تجديداً للهجمات الإلكترونية
ويتحدث بعض المسؤولين عن استراتيجية أميركية-إسرائيلية آخذة في التطور إلى سلسلة من الضربات السرية التي لا تشعل حرباً، والتي تهدف إلى إنهاء أبرز جنرالات الحرس الثوري، فضلاً عن إبطاء عمل المنشآت النووية الإيرانية.
ويراهن المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون على أنّ طهران ستحدّ من ردها، كما فعلت عقب اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني مطلع هذا العام.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق هذا الأسبوع، عن مصدر استخباري تأكيده أن الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز النووية الإيرانية، فجر الخميس الماضي (في 2 يوليو/تموز)، والذي لا تزال ظروفه غامضة مع إعلان السلطات الإيرانية أنها ستتكتم على أسبابه لـ"اعتبارات أمنية"، كان بفعل قنبلة إسرائيلية زرعت في المكان.
وقال المصدر الاستخباري الشرق أوسطي، حسب وصف الصحيفة، التي قالت إنه مطّلع على الحادثة، إن إسرائيل هي المسؤولة عن الانفجار الضخم عبر قنبلة قويّة زرعتها في المكان، في حين نقلت الصحيفة عن مصدر آخر، قالت إنه من الحرس الثوري الإيراني، أنّ قنبلة بالفعل قد تمّ استخدامها في المكان.
وأقرّت إيران، بعد أربعة أيام من الحادثة، بوقوع خسائر كبيرة في الموقع، إذ قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن "الحادث لم يخلف خسائر في الأرواح، لكن خسائره المالية لافتة". وقال المتحدث إن الحادث قد يؤدي إلى إبطاء تطوير وإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة على المدى المتوسط، مضيفاً أن طهران ستشيد مبنى أكبر بمعدات أكثر تقدماً بدلاً من المبنى المتضرر.