"نيويورك تايمز":البنتاغون يحقّق من جديد بالتلاعب بتقارير تخص "داعش"

22 نوفمبر 2015
المسؤولين حاولوا تقديم صورة إيجابية عن مكافحة "داعش" (أ.ف.ب)
+ الخط -

ذكر مقال لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه حينما قام مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بالاستيلاء على سلسلة من المدن العراقية، أنجز الخبراء بالقيادة المركزية الأميركية تقارير سرية لفائدة ضباط الاستخبارات العسكرية وصنّاع القرار السياسي، ورد فيها التراجع المهين لقوات الجيش العراقي، بيد أنه قبل الانتهاء من إنجاز تلك التقارير، يضيف المقال، قام خبراء القيادة المركزية بإدخال تعديلات كبيرة عليها، وفق شهادات مسؤولين سابقين بالاستخبارات.


"نيويورك تايمز" لفتت إلى أنه حسب ما ورد في التقارير المعدلة لم يتم الحديث أبدا عن تراجع الجيش العراقي، بل تمت الإشارة فقط لقيام الجنود العراقيين بإعادة الانتشار. وأضاف المقال أن مثل هذه التعديلات تجري بشأنها وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تحقيقات داخلية موسعة، لا سيما بعد شهادات خبراء القيادة المركزية بأن رؤساءهم في العمل قاموا بتعديل خلاصات تقاريرهم، وذلك لمواراة جزء من فشل الجيش الأميركي في تدريب القوات العراقية، والتغلب على تنظيم "الدولة الإسلامية".

وحسب الصحيفة الأميركية، فإن هؤلاء المسؤولين كانوا يحاولون رسم صورة إيجابية أكثر عن دور أميركا في مواجهة "داعش" لا تتناسب مع ما كان يجري على أرض الواقع. وأمام هذا الوضع، تضيف "نيويورك تايمز"، تسلّم المفتش العام بالبنتاغون خلال الأسابيع الأخيرة حزمة كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني والوثائق العسكرية للتحقق من صحة هذه الإدعاءات، مؤكدة أنه رفع عدد المحققين لإنجاز التحريات الضرورية.

في المقابل، أبرز مقال "نيويورك تايمز" أن هجمات باريس الأسبوع الماضي قدمت دليلا دمويا بكون تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي تمكن من الاستيلاء على مناطق واسعة بالأراضي العراقية والسورية، يسعى لتوسيع نطاق تحركاته لتشمل الدول الغربية. كما أبرز أن الوثائق الإلكترونية التي يقوم البنتاغون بالتحقيق بشأنها تمنح صورة عن كيفية صعود "داعش"، وذلك من خلال عيون خبراء القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على كل العمليات العسكرية الأميركية بالشرق الأوسط.

من جهة أخرى، لفت تقرير الصحيفة إلى أن المحتوى الدقيق لتلك الوثائق غير واضح، وبأنه قد لا يتم الكشف عنها بما أن الجزء الأكبر من تلك المعلومات مصنّفة في خانة السرية. كما أضاف أن الضباط العسكريين قالوا للكونغرس بأن جزءا من رسائل البريد الإلكتروني والوثائق ربما قد تم حذفها قبل أن تصل إليها أيدي المحققين، وفق ما أكده للصحيفة موظفون كبار داخل الكونغرس.

اقرأ أيضا: أوباما يدعو روسيا لتحويل تركيزها إلى محاربة "داعش"

المساهمون