"نساء البحر" بطلات في كوريا الجنوبية

19 أكتوبر 2016
لا يستخدمن الأوكسجين (جونغ يون جي/Getty)
+ الخط -
طوال عدة قرون، كان للنساء في جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية دور كبير في إعالة أسرهن وتنمية مجتمعاتهن من خلال البحر بالذات. احترفن الغوص واعتدن على حبس أنفاسهن إلى ما يصل حتى دقيقتين من أجل التقاط غذائهن منه بحسب موقع وكالة "آسيا كولينغ".

تعرف النساء هناك باسم "ها إين يو" أي نساء البحر. لكن، بالرغم من كلّ التقاليد وعمل الآلاف منهن سابقاً في البحر، بات الأمر حالياً يقتصر على بضع مئات، معظمهن من كبيرات السنّ اللواتي يتجاوزن الستين.

الصخور البركانية السوداء الممتدة على الساحل الشمالي لجزيرة جيجو لا قوة للأمواج على اختراقها. في هذا اليوم الماطر الذي تحتل فيه الرياح القوية الأجواء لم تمتنع بعض النساء عن المجيء. كسب الرزق صعب، والرزق في البحر فقط في هذه الجزيرة.

مع ذلك، من الصعب جداً الغوص اليوم فالوضع غير آمن خصوصاً مع تزايد سرعة الرياح. هكذا تقرّر كانغ أوك- تجا (75 عاماً) وهي تراقب حركة الموج وتكسّره على الصخور.

"امرأة البحر" هذه تعرف المياه أكثر من معظم الناس، فقد بدأت مهنة الغوص مذ كانت مراهقة، أي منذ 60 عاماً. هو نوع من التقاليد العائلية في حالتها كما في حالة غيرها. تقول: "والدتي كانت امرأة بحر. رأيتها تعاني الكثير من التعب في العمل. كانت ترغب في ألاّ أعمل مثلها، لكن لم يكن هناك من مفرّ، فما إن بلغت الخامسة عشرة حتى بدأت الغوص من أجل مساعدة العائلة".

يومها، كانت معها 40 امرأة بحر أخرى في الحيّ الذي تسكن فيه، أما اليوم فلم تبق معها إلاّ اثنتان فقط. يغطسن ثلاثتهن معاً كلما استطعن ذلك. يسبحن نحو 40 متراً في المحيط، ثم يغطسن بمساعدة بعض الأوزان التي تتراوح بين 3 كيلوغرامات و5، إلى عمق 15 متراً. والمميز أنّهن لا يستخدمن أيّ خزانات أوكسجين، بل يعتمدن على حبس أنفاسهن لا غير.

يرتدين بدلات الغطس المطاطية ونظارات السباحة والزعانف. كذلك، يحملن السكاكين أو غيرها من أدوات المطبخ. توضح كانغ: "من الصعب اصطياد أخطبوط إذا كان عالقاً في صخرة. عليك فقط أن تقطع ساقاً واحدة كلّ مرة. وإذا انقطع نفسي، صعدت إلى الأعلى لآخذ نفساً ثم أعود لإتمام المهمة. أنا تنافسية للغاية" تقول الجملة الأخيرة وهي تضحك.

الغوص يعرضهن لبعض المخاطر الصحية الخطيرة. من ذلك، خضوع كانغ لجراحة في الظهر قبل سنوات. كذلك، هي لا تسمع في أذنها اليمنى بسبب الضغط. مع ذلك، ينوين "إتمام المهمة" حتى نهاية حياتهن، خصوصاً مع تلاشي التقليد تدريجياً واعتبار من بقي منهن اليوم في مرتبة البطلات على مستوى كوريا الجنوبية ككلّ.

المساهمون