"نداء تونس" يربك الحلفاء انتخابياً... ويهدّد مصير "الاتحاد"

17 يونيو 2014
السبسي: متمسّكون بالاتّحاد من أجل تونس كإطار للتنسيق (Getty)
+ الخط -

يبدو أن الاعلان عن ترتيبات الانتخابات التشريعية والرئاسية في تونس، وتحديد مواعيدها المفترضة في أشهُر أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلة،  دفع بالأحزاب السياسية إلى الاعلان عن خطوات سياسية جديدة، جاء بعضها مفاجئاً، فبعد دعوة حركة "النهضة" إلى "التوافق حول الرئيس المقبل" لتونس، جاء اعلان حزب "نداء تونس" غريباً ومفاجئاً بدوره، عندما قرر الدخول الى الانتخابات البرلمانية منفرداً، بمعزل عن الأحزاب المتحالفة معه في "الاتحاد من أجل تونس".

وقال زعيم "نداء تونس"، الباجي قائد السبسي، "نحن متمسّكون بالاتّحاد من أجل تونس كإطار استراتيجي للتنسيق السياسي، لكن نداء تونس لم يجد الظروف الملائمة للدخول للانتخابات بقوائم مشتركة، وستبقى قوائمنا مفتوحة لكل من يريد الانضمام تحت رايتها".

الملاحظ ان "الاتحاد من اجل تونس"، الذي يضم احزاب "نداء تونس" و"المسار الديمقراطي" و"حزب العمل الوطني الديمقراطي" والحزب الاشتراكي، عقد منذ اربعة ايام اجتماعاً لمجلس أمنائه. وقال بيانه الختامي إن المجتمعين "نظروا في الوضع الداخلي للاتّحاد من أجل تونس، وأكّدوا تمسّكهم به كخيار استراتيجي بشقّيه السياسي والانتخابي، وجدّدوا العزم على دخول الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة موحّدين تحت لواء الاتّحاد". وهو ما كذّبه "نداء تونس" بقراره خوض الاستحقاق منفرداً، على الرغم من أنه يريد أن يحافظ على أرضية سياسية مساندة شكلت له، على امتداد السنتين الماضيتين، جبهة سياسية قوية، مكّنته من التعامل مع منافسيه ازاء القضايا الوطنية الكبرى كقطب سياسي وليس كمجرد حزب سياسي.

ولم تكن بوادر الخلافات بين أعضاء "الاتحاد من أجل تونس" ظاهرة للعيان، ولكن إشارات، صدرت خلال الايام الاخيرة، دفعت الى الاعتقاد بأن شيئاً ما يجري داخل هذا التحالف، وأبرزُ ما فيه موافقة حزب "المسار الديمقراطي" على تزامن الانتخابات الرئاسية والتشريعية، عكس ما دعا اليه "نداء تونس" وسمير بالطيب (القيادي في "المسار") للاقتداء بحركة "النهضة"، وتقديم بعض التنازلات داخل الحوار الوطني، لإيجاد توافق حول ترتيب الانتخابات.

وقد سبق لبالطيب أن أعلن، قبل أيام، أن "المسار" يمكن أن يرشح امرأة للرئاسة اذا دخل السباق منفرداً، لكنه سيدعم المرشح المشترك لـ"الاتحاد". غير أن ذلك لم يكن ليقود الى الاستنتاج بأن "نداء تونس" سيفاجئ القوى المتحالفة معه بالذهاب منفرداً الى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما دفع الأمين العام للحزب الاشتراكي، محمد الكيلاني، إلى أن يصف هذا القرار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بـ"المقلق، فنحن تعودنا أن نقرر معاً وأن نضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار حزبي".

وقال الكيلاني: "لا نجد مبرراً لهذا القرار المفاجئ، وأعتقد أن السبب الرئيسي، وراء هذا القرار لنداء تونس، يعود الى انه وضع مصلحته الحزبية فوق كل المصالح". وعن مصير "الاتحاد من اجل تونس"، يجيب الكيلاني "نحن لم ننظر بعد في الخطوات السياسية المقبلة، ولكننا لن نتنازل عن الأمل الكبير، الذي جمعنا، وإن بقينا قلة، ونأمل أن يعود صوت العقل إلى الجميع".

المساهمون