"نتفليكس" وتركيا وسط خلاف جديد

28 اغسطس 2020
تُشدد الحكومة التركية الرقابة على كل ما يُعرض على "نتفليكس" (Getty)
+ الخط -

عاد الخلاف بين الشبكة الأميركية للترفيه "نتفليكس" وتركيا قبل أيام، إثر الإعلان عن فيلم Cuties الفرنسي، وما تخلله من مشاهد ذات طابع جنسي، رغم استبدال "الشبكة" الملصق بآخر "غير صادم للأطفال".

رغم ذلك، تقدمت وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية في تركيا بطلب إلى هيئة مراقبة التلفزيون، لإجراء تقييم شامل لفيلم Cuties قبل عرضه في التاسع من سبتمبر/أيلول المقبل. لأنه بحسب الوزارة التركية "يشجع الاعتداء الجنسي على الأطفال". تقدمت الوزارة بطلب إلى المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون RTÜK، وهو الهيئة الرسمية الرقابية في تركيا، محذرة من العواقب المحتملة لبث الفيلم، مشيرة إلى أن عرضه "سيؤثر على الأطفال بطرق سلبية ويمكن أن يؤدي إلى احتمال إساءة معاملة الأطفال".

وأثارت "نتفليكس" غضبًا عامًا بعد نشر ملصق الفيلم الفرنسي، إذ اعترض الكثيرون عليه، واتهموا المنصة بالترويج للاعتداء الجنسي على الأطفال، ما دفعها لحذفه لاحقا وإصدار بيان اعتذار للجمهور: "نأسف بشدة للعمل الفني غير اللائق الذي استخدمناه. لم يكن الأمر جيداً، ولم يكن ممثلاً لهذا الفيلم الفرنسي الذي فاز بجائزة في صندانس، لقد قمنا الآن بتحديث الصور والوصف".

لكن الوزارة التركية أصرّت على ضرورة تقييم الفيلم مؤكدة: "معركتنا ستستمر ضد كل خطوة تجعل الأطفال عرضة لسوء المعاملة". كان ناشطون أتراك قد تداولوا أخيراً أنباء عن انسحاب منصة "نتفليكس" من تركيا، وتوقف عرض الأعمال الدرامية التركية عبرها، وهو ما نفته وسائل إعلام تركية رسمية وخاصة، مبينة أن المنصة الأميركية اضطرت فقط لإيقاف عرض المسلسل التركي "العشق 101″، بعد مباحثات مع هيئة الرقابة التركية التي تحتج على وجود شخصية مثلية الجنس في العمل.

وكشف الإعلامي التركي الشهير، جونيت أوزدمير، عبر تغريدة عن صدام بين الحكومة التركية، ومنصة "نتفليكس" للأعمال الدرامية، بسبب مسلسلات تروج لـ "المثلية الجنسية" قد يؤدي لتصبح تركيا أول دولة تحظر هذه المنصة. وكان نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ومسؤول الدعاية والإعلام بالحزب، ماهر أونال، قد تناول في وقت سابق، خلال مشاركته في برنامج أوزدمير، عملا دراميا يروي قصة شاب مثلي، قائلا: "بات هذا الأمر ظاهرة بين الشباب. أرادت (نتفليكس) إعداد عمل درامي وبالفعل تم إعداد سيناريو العمل الدرامي الذي تبين أنه يتناول قصة شاب مثلي. وقدمت (نتفليكس) إلى شركة إنتاج محلية عرض إنتاج عمل درامي باسم (عثمان) يروي قصة شاب مثلي"، ليتبين أن العمل الدرامي هو مسلسل "العشق 101" الذي يعرض على منصة "نتفليكس" حالياً.

واعتبر البعض عدم إظهار شخصية "عثمان" في العمل الدرامي، كشخصية مثلية بأنه نوع من الرقابة. وتضاربت تعليقات ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي على القرار الذي أصدرته الحكومة التركية بشأن منع الأعمال الفنية التي تحتوي على مشاهد تروج لـ "المثلية الجنسية" بين مؤيد ومعارض، علماً أن 1.5 مليون تركي مشترك بـ"نتفليكس".

ويرى متخصصون أن تركيا التي حظرت المواقع الإباحية وتفرض رقابة على كل ما يخل "بتربية وبراءة الأطفال" تؤثر على تسويق الأطفال بصور "لائقة" وتحملهم درامياً قضايا "كبرى وإنسانية". ويستشهد المتخصصون بفيلم "لا تتركني" الذي أخرجته البوسنية عايدة باجيك وصورته على الأراضي التركية قبل عامين، ولقي حضوراً كبيراً بعد عرضه في 68 دار عرض سينمائي موزعة على 36 مدينة بينها العاصمة أنقرة ومدن إسطنبول وقونيا وأنطاليا وأزمير.

سينما ودراما
التحديثات الحية

تدور قصة " لا تتركني" الذي فاز بجائزة المرتبة الأولى في "مهرجان أنطاليا الدولي السنوي للأفلام"، حول ظروف حياة ثلاثة أطفال سوريين، عيسى الدملخي وأحمد حصرم والرضيع معتز الباشا،الذين قادتهم ظروف الحرب في سورية للانتقال إلى تركيا حيث يعيشون حياة اللجوء في مدينة شانلي أورفا جنوب شرق البلاد.

وتؤكد مصادر مطلعة لـ "العربي الجديد" أن تركيا "لا تمنع عرض الأعمال الفنية، بل تحرص على عدم الإساءة للأطفال ولو من خلال مشاهد إيحائية تسيء للإنسان أو تشجع على الاعتداء على الأطفال".

ويذكر أن مسلسلات تركية عدة استطاعت أن تأخذ حيّزاً واسعاً على "نتفليكس"، وتتصدر لائحة أفضل مسلسلات بعد حصولها على نسبة عالية من المشاهدات، منها مسلسل "عطايا" من بطولة بيرين سات ومسلسل "قيامة أرطغرل" الذي يتحدث عن الغازي أرطغرل بن سليمان شاه، الذي يجسد دوره الممثل التركي إنجن ألتان، ومسلسل "الحامي" وغيرها.

المساهمون