03 مارس 2022
"نتفليكس" منصّة للدعاية الإسرائيلية
نشطت منصّة نتفليكس، الأميركية، خلال السنوات الأخيرة، في عرض الإنتاجات الإسرائيلية من أفلام، ومسلسلات، وأفلام وثائقية، مثل مسلسل "عندما يحلّق الأبطال" الذي أنتج في 2018، عن أربعة محاربين إسرائيليين أصيبوا بصدمة بعد حرب 2006 في لبنان. وفيلم "منتجع البحر الأحمر" الذي يروي تفاصيل عملية جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) لترحيل يهود إثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان. ومسلسل "الجاسوس" عن عميل "الموساد" الشهير إيلي كوهين الذي أعدم في دمشق عام 1965. وقدّمت "نتفليكس" خلال العامين 2018 و2019 الفيلمين "الملاك" و"الجاسوس الذي سقط على الأرض"، عن أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي توفي بعد سقوطه من شقته في الطابق الخامس في لندن يوم 27 يونيو/ حزيران 2007.
ويظل مسلسل "فوضى" أكثر المسلسلات الإسرائيلية التي أثارت جدلاً بين المعجبين والمستنكرين، بعد عرضها. عرضت حلقاته على "نتفليكس" أول مرة في ديسمبر/ كانون الأول 2016، ثم عرضت حلقات الموسم الثاني في مايو/ أيار 2018. وتعكف الشركة المنتجة على إنتاج حلقات الموسم الثالث. استلهم مؤلفا المسلسل ليئور راز (بطل المسلسل) وآفي يسسخروف (اشترك في تمثيل عضو في وحدة المستعربين الإسرائيلية) فكرة العمل الدرامي من خبرتهما العملية في وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي.
تحكي حلقات الموسم الأول تفاصيل مطاردة بطل المسلسل الضابط في وحدة المستعربين (دورون) مقاوما فلسطينيا (توفيق حامد - أبو أحمد)، كان دورون يعتقد أنه قتله في عملية سابقة. يطلب دورون من قائد الوحدة مورينو السماح له بالعودة من تقاعده، والانضمام للوحدة الخاصة حتى يصطاد توفيق. وفي الجزء الثاني، يتابع دورون وفرقة المستعربين مطاردة الناشطين الفلسطينيين، وغرضهم الأول، هذه المرة، تصفية فلسطيني اسمه نضال المقدسي. يعرف دورون لاحقا أن نضال عائد من سورية، ومتدرب عند تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والأهم أن نضال يبحث عنه شخصيا للانتقام منه لأنه قتل والده، الشيخ عوض الله، في الموسم الأول من المسلسل.
مع تتبع مضمون حلقات المسلسل الـ24، يتبين أن كاتبي المسلسل استوعبا تماماً المضامين التي توجه دوائر الدعاية الإسرائيلية (الهاسبارا) العاملين في حقول الإنتاج الإعلامي الإسرائيلي إلى سردها في جميع المنتجات الإعلامية التي تدافع عن إسرائيل. وتبرز في المسلسل مضامين (قاموس اللغة العالمية لمشروع إسرائيل – 2009) الدعائي، مدرجة ومُترجمة حرفيا بالصورة والحوار الدرامي. من هذه المضامين التظاهر بالتعاطف مع الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء: وفي هذا السياق، يُوَجِّه مُعِدُّو "المعجم" المتحدّثين الرسميين باسم الحكومة والجيش الإسرائيليين إلى التأكيد على "التزام إسرائيل بتحقيق مستقبلٍ أفضل للجميع، من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء"، و"سعي إسرائيل إلى إنهاء الألم والمعاناة للجميع. ولهذه الغاية، إسرائيل ملتزمة بالعمل مع الفلسطينيين لإيجاد حل سلمي ودبلوماسي، يوفر للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني مستقبلًا أفضل"؛ لأن "أوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة صعبة وكارثية بشكل لا يُصدَّق، وإسرائيل تريد تغييرها".
ويركز المسلسل بشكل مكثف على فساد قيادات السلطة الفلسطينية وفساد قيادات المقاومة سواء. مع التشكيك في كفاءة المؤسسات العامة الفلسطينية ومهنيتها، مع التركيز على "تفشّي الفساد" و"انتهاكات حقوق الإنسان" و"غياب سلطة القانون والقضاء"، وغيرها من عوامل تجعل الشعب الفلسطيني "غير مؤهل، وغير جاهز للتمتع بدولة مستقلة". كما يزهو مؤلفا المسلسل بالقيم المشتركة بين إسرائيل والعالم الغربي؛ حيث تقف إسرائيل في خندق واحد مع الغرب في مواجهة "الإرهاب الإسلامي"؛ فإسرائيل، مثل الغرب تمامًا، تواجه خطر الإرهاب والتطرّف في شوارعها، ممثلين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي حليفتي تنظيم داعش.
لا يغفل المسلسل إبراز النموذج الإسرائيلي الذي يسعى، مثل الدول الغربية، إلى تَنْشِئَة أطفاله ليكونوا كفاءاتٍ مهنية وعلمية، مقابل سعي الفلسطينيين والعرب إلى تدمير إسرائيل عبر زرع ثقافة الكراهية في أطفالهم الذين يكبرون ليصبحوا انتحاريين يفجِّرون أنفسهم في شوارع إسرائيل وحافلاتها وأسواقها ومطاعمها.
تحكي حلقات الموسم الأول تفاصيل مطاردة بطل المسلسل الضابط في وحدة المستعربين (دورون) مقاوما فلسطينيا (توفيق حامد - أبو أحمد)، كان دورون يعتقد أنه قتله في عملية سابقة. يطلب دورون من قائد الوحدة مورينو السماح له بالعودة من تقاعده، والانضمام للوحدة الخاصة حتى يصطاد توفيق. وفي الجزء الثاني، يتابع دورون وفرقة المستعربين مطاردة الناشطين الفلسطينيين، وغرضهم الأول، هذه المرة، تصفية فلسطيني اسمه نضال المقدسي. يعرف دورون لاحقا أن نضال عائد من سورية، ومتدرب عند تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والأهم أن نضال يبحث عنه شخصيا للانتقام منه لأنه قتل والده، الشيخ عوض الله، في الموسم الأول من المسلسل.
مع تتبع مضمون حلقات المسلسل الـ24، يتبين أن كاتبي المسلسل استوعبا تماماً المضامين التي توجه دوائر الدعاية الإسرائيلية (الهاسبارا) العاملين في حقول الإنتاج الإعلامي الإسرائيلي إلى سردها في جميع المنتجات الإعلامية التي تدافع عن إسرائيل. وتبرز في المسلسل مضامين (قاموس اللغة العالمية لمشروع إسرائيل – 2009) الدعائي، مدرجة ومُترجمة حرفيا بالصورة والحوار الدرامي. من هذه المضامين التظاهر بالتعاطف مع الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء: وفي هذا السياق، يُوَجِّه مُعِدُّو "المعجم" المتحدّثين الرسميين باسم الحكومة والجيش الإسرائيليين إلى التأكيد على "التزام إسرائيل بتحقيق مستقبلٍ أفضل للجميع، من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء"، و"سعي إسرائيل إلى إنهاء الألم والمعاناة للجميع. ولهذه الغاية، إسرائيل ملتزمة بالعمل مع الفلسطينيين لإيجاد حل سلمي ودبلوماسي، يوفر للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني مستقبلًا أفضل"؛ لأن "أوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة صعبة وكارثية بشكل لا يُصدَّق، وإسرائيل تريد تغييرها".
ويركز المسلسل بشكل مكثف على فساد قيادات السلطة الفلسطينية وفساد قيادات المقاومة سواء. مع التشكيك في كفاءة المؤسسات العامة الفلسطينية ومهنيتها، مع التركيز على "تفشّي الفساد" و"انتهاكات حقوق الإنسان" و"غياب سلطة القانون والقضاء"، وغيرها من عوامل تجعل الشعب الفلسطيني "غير مؤهل، وغير جاهز للتمتع بدولة مستقلة". كما يزهو مؤلفا المسلسل بالقيم المشتركة بين إسرائيل والعالم الغربي؛ حيث تقف إسرائيل في خندق واحد مع الغرب في مواجهة "الإرهاب الإسلامي"؛ فإسرائيل، مثل الغرب تمامًا، تواجه خطر الإرهاب والتطرّف في شوارعها، ممثلين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي حليفتي تنظيم داعش.
لا يغفل المسلسل إبراز النموذج الإسرائيلي الذي يسعى، مثل الدول الغربية، إلى تَنْشِئَة أطفاله ليكونوا كفاءاتٍ مهنية وعلمية، مقابل سعي الفلسطينيين والعرب إلى تدمير إسرائيل عبر زرع ثقافة الكراهية في أطفالهم الذين يكبرون ليصبحوا انتحاريين يفجِّرون أنفسهم في شوارع إسرائيل وحافلاتها وأسواقها ومطاعمها.