تمثّلت الفكرة الأساسية في تأسيس المعهد لدى صاحب "فاتها القطار" (1963) في إنهاء احتكار القطاع الخاص للفنون عبر رعاية ودعم الدولة له، لكن المفارقة أن هذا الدور تراجع كثيراً مع ظهور العديد من المعاهد الخاصة التي تدرّس المسرح وبإمكانيات وتجهيزات أفضل.
كما أن طليمات انتبه باكراً إلى تخريج أعداد كبيرة من طلبة المسرح، فدعا إلى إيقاف التدريس في المعهد لعدّة سنوات، غير أن طلبه لم يؤخذ به بل إن الإدارات المتعاقبة أنشأت برنامجاً موازياً (تكلفته أضعاف الرسوم المقررة) لاستقبال طلبة لا يتمكنون من النجاح في امتحان القبول.
ربما لم تنفّذ رؤى المسرحي الراحل، لكن جرى تخليد اسمه في "مهرجان المسرح العربي.. زكي طليمات" الذي انطلقت فعاليات دورته الخامسة والثلاثين في الخامس عشر من الشهر الجاري، وتتواصل حتى الثاني والعشرين منه.
تقتصر المشاركات في التظاهرة على عروض منتقاة للطلاب بعد خضوعها لمرحلتي تقييم، وإن طالتها الانتقادات في دورات سابقة جرى منح جوائزها لأعمال اعتبرت ضعيفة الأداء والمستوى، إضافة إلى اعتراضات على تكرار الأسماء ذاتها في لجان التحكيم.
تكرّم الدورة الحالية الفنان المصري محمود حميدة (1953)، الذي يعتبر من أبرز ممثلي السينما والدراما التلفزيونية، لكنه لم يقدّم عملاً مهماً على الخشبة باستثناء مشاركته في المسرح المدرسي والجامعي، وسيتمّ تكريم عدد من خريجي المعهد.
تشارك في المهرجان مسرحية "كل يغني على ليلاه" لـ محمد كامل جبسون عن نص "الأيام المخمورة" للراحل سعد الله ونوس، و"أفراح القبة" لـ بهاء الخطيب مقتبسة عن رواية بنفس العنوان لنجيب محفوظ، و"دراما الشحاذين" لـ محمد الرخ عن نص الكويتي بدر محارب، و"إنهم يعزفون" لـ عبد الله صابر وتأليف محمود جمال الحديني، و"كاني ماني" لـ أحمد سعد والي وتأليف صالح سعد، و"رصد خان" من إخراج وتأليف محمد علي.