في هذا السياق، اختتمت أمس الأحد فعاليات الدورة الثانية من "مهرجان القصص المصوّرة العربي" (كايروميكس)، في القاهرة، والتي افتتحت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، كما لو كانت استجابة لازدهار هذا النوع من الكتابة المصوّرة في السنوات الأخيرة، والذي تزامن مع ظهور الرواية الغرافيك في النشر العربي، وانتشارها خاصة في مصر ولبنان، بل وإلى جانب ذلك شيوع التعبير بالغرافيتي، وكأن الكوميكس هو الرديف الورقي لجداريات الغرافيتي.
ما يميّز هذه التظاهرة أنها لا تزال مستقلّة في التمويل كما ينبغي لها أن تكون، لتنسجم بذلك مع مضامين هذا النوع من الفنون الثورية، فللسنة الثانية على التوالي، يتولّى تنظيمه ثلاثة فنانين مصريين، هم: محمد الشناوي ومجدي الشافعي وتوينز كارتون.
شارك في المهرجان ثلاثين فناناً من ستة بلدان عربية، هي: الأردن والمغرب والجزائر والعراق وتونس ولبنان وليبيا إضافة إلى مصر؛ ومن بين هؤلاء المشاركين: توغي وبن علي الأمين وريم مختاري من الجزائر، وحسين عادل ورائد مطر من العراق، وزينب الزيقي ونورمال من المغرب، وزياد الماجري من تونس، وجوزيف قاعي ورافايل معكرون ومازن كرباج من لبنان، وعبد الله هدية ونور الدين الهوني من ليبيا، ومخلوف وقنديل وميغو من مصر.
كما حضر هذه الدورة الكاتب والناقد في فن القصص المصوّرة بول غرافيت من بريطانيا، والمستشار الفني جون بيير ميرسييه، والرسامون توما أزويلوس من فرنسا، ورانهارد كلايست من ألمانيا، وآندي وارنر من الولايات المتحدة.
تضمّن المهرجان العديد من الفعاليات مثل المسابقة الرسمية، ومعرض المهرجان، وفعالية "الفنان يعمل" التي يقوم فيها أحد الرسامين بالعمل مباشرة أمام الجمهور الذي يطرح أسئلته عليه أثناء ذلك، و"حفلة مرسومة" حيث يقوم ثلاثة من فناني الكوميكس بالعمل والرسم مباشرة للجمهور على إيقاع الموسيقى الحية لفريق عزف.
أُقيمت أيضاً طاولة حوار، بعنوان أمسية "على السطوح"، يتناظر فيها عدد من الفنانين والنقّاد وتناقش أهم مشاكل هذا الفن والطرق الممكنة للتغلّب عليها واختراق الكوميكس للتابوهات، وعروض لأفلام رسوم متحركة غنية ومتنوعة بشخصياتها الكرتونية.