باتت المشاركات غير العربية خاصة من بلدان آسيا الوسطى والهند وأندونيسيا والصين وأرمينيا واليونان أساسية في معظم التظاهرات المتخصّصة بالعود حول العالم، نتيجة تطوّر الآلة التي يعتقد أن أول ظهور لها كان في العصر الأكادي (حوالي ألفين سنة قبل الميلاد) قبل أن ترتحل شرقاً وغرباً.
"المهرجان الدولي للعود" الذي تنطلق فعاليات دورته العشرين عند الثامنة من مساء غدٍ الخميس على خشبة مسرح "سينما إسبنيول" في مدينة تطوان المغربية، وتتواصل حتى الثالث عشر من الشهر الجاري، يحتفي بالصين ضيف شرف العام الحالي بعد أن حلّت أذربيجان ضيف الدورة السابقة.
التظاهرة التي تنظّمها وزارة الثقافة، لا يقتصر انفتاحها على ثقافات أخرى إذ تواصل تكريمها لموسيقيين يقدّمون تجارب استثنائية على آلات تقليدية، حيث تُمنح "جائزة الزرياب للمهارات" للفنان العراقي فرات قدوري (1970)، عازف العود والباحث الموسيقي في غناء الأطفال، وجاء في بيان المنظمين أن هذا التكريم يأتي "تقديراً لجهوده الأكاديمية والفنية لتكوين مزيج موسيقي خاص، حيث نجح بحرفيته الكبيرة في مزج المقام العراقي بالموسيقى الغربية ليكون النتاج خليطاً عالمياً متفرداً".
وكانت الجائزة قد ذهبت العام الماضي إلى الفنان باسيكو كوياتي (1966) من مالي، والذي اشتهر بعزفة على آلة النكوني التقليدية في بلاده.
كما تكرّم الدورة الحالية الموسيقي المغربي حسن ميكري الذي بدأ الغناء في أواخر ستينيات القرن الماضي، منوّعاً بين الموسيقى الغربية والشرقية إلى جانب اشتغاله بالفن التشكيلي والخط حيث أقام العديد من المعارض في تجربته الممتدّة.
تتوزّع الفعاليات على مدن شفشاون والفنيدق وتطوان، وتنظّم عدد من الورشات والندوات التي تناقش بعض التجارب المشاركة والتفاعل بين الخصوصيات الثقافية المتعدّدة لموسيقى العود، وسيكون الافتتاح بحفل لـ"مجموعة عبد الحق تكروين التي تضمّ عازفين من المغرب وفرنسا، يليه عرض لـ "فرقة شنكدو" من الصين.
في اليوم التالي، ينظّم لقاء مفتوح مع الفنان عبد الحق تكروين الذي يوقّع ألبومه الجديد "حلم"، يعقبه حفل لـ"مجموعة أمرات حسين" التي تتكوّن من عازفين من الهند والباكستان، وحفل آخر لـ"مجموعة نور الدين أزوهار" من المغرب.
يقام مساء السبت المقبل حفلان، أحدهما لـ "ثلاثي إسطنبول- سافاك أزكوك" من تركيا، و"رباعي طارق الجندي" من الأردن، وتختتم العروض الأحد بحفل لـ"مجموعة فهد الروندة" المغربية، و"مجموعة فرات قدوري" العراقية.