"مهرجان أجيال السينمائي": دون الواحد والعشرين

13 نوفمبر 2015
(لقطة من "قدر أناتول الصغير / فيلم مشارك)
+ الخط -

يشكّل "مهرجان أجيال السينمائي"، الذي تنطلق فعاليات دورته الثالثة في 29 من الشهر الجاري في الدوحة، تظاهرةً تحاكي تجربة "مهرجان جيفوني" الإيطالي، المخصّص لمن هم دون 21 سنة.

يتّخذ المهرجان، الذي تنظّمه "مؤسسة الدوحة للأفلام"، هذا التوجّه، بحسب القائمين عليه، "بهدف رفع الذائقة السينمائية لدى الأطفال والأجيال الناشئة، في العالم العربي خصوصاً"؛ إذ يتوجّه "أجيال" إلى الأطفال من سن أربعة أعوام، وهي الفترة التي يبدأ فيها الوعي بالتبلور لديهم.

هكذا، نلاحظ أن أفلام الدورة الجديدة توزّعت على أربع فئات عمرية، الأولى لمن هم في الرابعة وما وفوق، والثانية لمن هم فوق الـ 12 سنة، بينما الثالثة لمن هم فوق الخامسة عشرة، والأخيرة لمن هم فوق الثامنة عشرة.

يتضمّن برنامج المهرجان قسمين: "مسابقة أجيال" و"صُنع في قطر". في الأول، تُعرض أفلام وثائقية وروائية، قصيرة وطويلة، أُعدّت في مختلف الدول العربية، وتتوجّه بشكل أساسي إلى جمهور الشباب. أما الثاني، فيعرض فقط الأفلام التي صُوّرت في قطر، بغضّ النظر عمّا إذا كان الذي أنجزها مواطناً أو مُقيماً في البلاد.

إلى جانب عروض الأفلام التي تتنوّع مواضيعها ولا تقتصر على ثيمةٍ واحدة، والتي تتضمّن أيضاً أفلام تحريك، تُقام ورش وجلسات نقاشية، أبرزها واحدة بعنوان "الأطفال والصراعات الإقليمية: تمكين الشباب من رواية قصصهم"؛ تتطرّق إلى أزمة اللاجئين وصورة الأطفال في الحروب والظروف التي تعانيها عدّة بلدان عربية.

كما تُقام جلسة نقاشية مع المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد والفنان محمد عسّاف؛ حيث يُفتتح المهرجان مع فيلم "يا طير الطاير" الذي أنجزه أبو أسعد مؤخّراً، وتدور أحداثه حول السيرة الذاتية لعسّاف.

يُقدَّم هذا الفيلم بوصفه عملاً يسلّط الضّوء على قصّة نجاح شاب فلسطيني استطاع أن يغادر غزّة رغم ما تعانيه من حصار وتضييق، ليتّجه إلى أحد برامج المسابقات الغنائية، مُحقّقاً فوزاً فيها.

يبدو أن هذه النجاحات الفردية أصبحت مادّةً إعلامية جيدةً بالنسبة إلى كثيرين، منهم صنّاع الأفلام الذين يستثمرونها ليروّجوا لأنفسهم من خلالها. لكن ماذا عن من بقي في غزّة ولم تُتَح له فرصة الحياة أصلًا في بلده؟ يظلّ عسّاف نموذجاً لنجاحٍ فرديّ جدّاً، لا أكثر.


اقرأ أيضاً: الفيلم الفلسطيني.. في قبضة السوق والممول

المساهمون