"منطق الطير".. برواية نوفل عزارة

09 سبتمبر 2020
من مسرحية "منطق الطير"
+ الخط -

أربعة آلاف وخمسمائة بيت نظمها المتصوّف الفارسي فريد الدين العطار، في القرن الثاني عشر ميلادي، على لسان الطيور يتكلم من خلالها عن الفكر الصوفي ويطرح أسئلة حول الوجود والكينونة. كيف يمكن تحويل ذلك إلى عمل مسرحيّ؟ ذلك فعله المخرج المسرحي التونسي نوفل عزارة في عمله "منطق الطير" الذي يُعرض غداً الخميس على خشبة "فضاء تياترو" في تونس العاصمة، بأداء يرافقه فيه كلّ من آمال العويني وثريا بوغانمي ومراد دريدي واسكندر براهم وسفيان بوعجيلة.

في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول عزارة: "من خلال هذا العمل، أبحث عن جمالية يمكن إنتاجها عبر مسرحة هذه النوعية من النصوص؛ هو اشتغال على مفهوم الذائقة الروحية، ومحاولة لتحقيق الفرجة عبر توليفة بين المسموع والحسّي، بين المنطوق والحركة، وتوفير متعة العين والفكر، وخلق جدل وعملية ذهاب وإياب بين مقولات العرض وخيال المتفرجين باعتبار أن للمتفرّج أيضاً مسؤوليته في التأويل والتفكيك وتقديم قراءة ثانية وإعادة تركيب ما يقدّم له مشاهد".

لا يفوت متابع أعمال نوفل عزارة ألا يربط هذا العمل مع عنوان مسرحيته السابقة "حامل الهوى تعب" من حيث مرجعيّتهما الأدبية وهو ما يجعلنا نتلمّس ملامح مشروع يقام على قواعد مخصوصة وبمفردات بعينها.

يقول المخرج التونسي: "الأدب ثري أكثر من الواقع الذي نعيشه والاشتغال عليه محاولة منا لاقتراح بدائل لهذا الواقع، ناهيك عن الاشتغال على إحياء الأدب الروحاني وهو منسيّ إلى حد ما في أيامنا"، مضيفاً بأن أحد أهداف المسرحية بناء همزة وصل بين المتفرّج الشاب وجماليات المسرح التراثي، والذي بحسبه لم يعدّ يتحمّل كليشيهات مثل استعمال السيوف.

ليس نادراً أن يحضر نص "منطق الطير" في عمل مسرحي. يقول عزارة في هذا السياق: "لم أطّلع على اقتباسات عربية سابقة. حين فكّرت في النص ذهبت مباشرة إلى المصدر، وهذا ما ينبغي فعله حين نريد إنجاز عمل مسرحي. لكني أشير إلى أنني اطلعت على تجربة للمخرج المسرحي بيتر بروك مع "منطق الطير"، وأعتقد أن هناك محاولة أو محاولتين سابقتين لاستلهام نفس النص في تونس".

وحول العودة الى العروض المسرحية في تونس بعد فترة مطوّلة من التوقف، يقول نوفل عزارة في ختام حديثه إلى "العربي الجديد": "نحاول التأقلم مع احترام البرتوكول الصحّي. العودة صعبة والأفق غير واضح، وبالتالي لا أحد قادر اليوم على التخطيط ثم تنفيذ ما خطّط له".

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون