تُعرض، حالياً، في عدة مسارح بريطانية، مسرحية "ملكات سورية"، المقتبسة عن "نساء طروادة"، تراجيديا يوربيدس الإغريقية.
المسرحية التي عُرضت أول مرة في عمّان عام 2013، قُدّمت على خشبة "مسرح يونغ فيك" في لندن الإثنين الماضي، وستواصل عروضها الجوالة في أوكسفورد وبرايتون وليفربول وليدز وأدنبرة ودورهام، قبل أن تعود مجدّداً إلى لندن في عرض ختامي في 24 من الشهر الجاري.
يستعير النص المعاصر من النص الإغريقي شراسته في محاولة لابتكار قطعة قوية تختصر حكايات مئات الآلاف من النساء السوريات في محنة اللجوء، إذ يعطي النص البطولة لعشر لاجئات من مخيم الزعتري، حيث يقدّر عدد اللاجئين السوريين في الأردن بـ 600.000 لاجئ وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، أي أننا أمام ستمئمة ألف حكاية مختلفة انتقت المسرحية عينة من عشر نساء لتقول بعضاً منها.
هذه الحكايات الواقعية الصغيرة لا تغري وسائل الإعلام ولا وسائط التواصل الاجتماعي، حيث النساء في العمل، هن النساء العاديات اللواتي انقلبت حياتهن رأساً على عقب بعد الحرب. لن نسمع هنا أصوات معلقين سياسيين ولا صحافيين ولن يتمكّن أحد من إضافة تعليق، هذه القصص ترويها صاحباتها، وتجد مكانها على المسرح الذي يعمل على تكبيرها بعدسة الدراماتورجيا.
العمل المسرحي بنسخته العربية من إخراج المسرحي السوري عمر أبو سعدة، وقامت بتدريب النساء على التمثيل المسرحية السوري ناندا محمد، وقد وثقت المخرجة السينمائية السورية ياسمين فضة مراحل عمله وتنفيذه وحوّلت كواليسه إلى فيلم وثائقي.