تحت عنوان "ملحمة قتاة السويس من الفراعنة حتى القرن الـ 21"، ينظّم "معهد العالم العربي" في باريس، معرضاً حول تاريخ القناة ينطلق في 28 آذار/ مارس ويتواصل حتى الخامس من آب/ أغسطس المقبل، ثم ينتقل إلى مرسيليا، على أن يقام المعرض نفسه في القاهرة عام 2019 بمناسبة 150 عاماً على تدشين القناة.
المعرض أقرب إلى أن يكون تظاهرة تتضمّن زيارات موجّهة للتعريف بتاريخ قناة السويس، وورش عمل، وحفلاً للفنانة المصرية دنيا مسعود.
أما الأعمال المعروضة فتضمّ بينها لوحات رُسمت عند افتتاح قناة السويس، وصوراً فوتوغرافية، ومخطوطات، وخرائط، وأفلاماً عن القناة في حقب متعدّدة إلى جانب تجهيزات ومجسمات، ومخطّطات الحفر ووثائق.
تعيد التظاهرة عزف الأوبرا التي شهدت على افتتاح القناة عام 1869، وهي أوبرا "عايدة" التي ألّفها الموسيقي الإيطالي فيردي.
وفي جانب من المعرض، يقام جناح لمقتنيات نادرة تعود لجمعية "فرديناند دي ليسبس"، والعربة التي استخدمتها الإمبراطورة أوجيني في تنقّلاتها داخل مصر، والبانوراما المتحرّكة المحفوظة في "معهد القاهرة الجغرافي".
يتناول المعرض تاريخ قناة السويس منذ البداية وحتى اليوم مروراً بالتأميم وعمليات التوسّع، حيث تعود جوانب من "ملحمة السويس" إلى اللحظة التي فكّر فيها الفرعون سنوسرت الثالث بفتح قناة بين النيل والبحر الأحمر في القرن التاسع عشر قبل الميلاد.
التظاهرة تمر أيضاً بفترة حكم محمد علي ومن خلفه، والتفكير في مشروع تحديث البلاد من خلال القناة، وكيف روّج مهندسون ومثقفون واقتصاديون لأفكار الاقتصادي الفرنسي سان سيمون الذي دعا إلى تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وبخاصة الصناعة.
في هذا السياق، جرى الترويج من قبل سعيد باشا حفيد محمد علي وقنصل فرنسا في الإسكندرية دي ليسبس للقناة التي دُشنت في 1869 بحضور الإمبراطورة أوجيني وإمبراطور النمسا والمجر، واعتبر الحدث وقتها استقلالاً تدريجياً لمصر عن الإمبراطورية العثمانية.
في جانب آخر من المعرض، يجري الوقوف عند العدوان الثلاثي على مصر، واسترجاع القناة، وتاريخها التجاري والاقتصادي في عهد عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك.
في الجانب الأخير من المعرض، يسلّط الضوء على عملية التوسعة التي أثارت الكثير من الجدل عام 2015 حول جدواها الاقتصادية فعلاً.
يشار إلى أن المعرض جاء نتيجة زيارة قام بها رئيس "معهد العالم العربي" في باريس جاك لانج، في كانون الثاني/ يناير العام الماضي، قابل خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف توفير دعم مصري للمعرض، الزيارة التي تزامنت مع الحديث حول مشروع تنمية محور القناة وشراكة فرنسية محتملة فيه، ما يوحي بأن المعرض له صبغة سياسية واقتصادية أكثر من أن تكون ثقافية.