"ملتقى الثقافات": الجريد وتراثها الإسلامي

12 ديسمبر 2019
(البلدة القديمة في توزر، تصوير: ريني ماتيس)
+ الخط -

شكّلت الجريد في جنوب غربي تونس موقعاً استراتيجياً متميزاً منذ العهد الروماني، بسبب واحاتها التي تقع قرب بوابة الصحراء، وما كانت تنتجه من محاصيل زراعية كالزيتون والرمان والعنب والقمح، إضافة إلى تحصّن الرومان على الطرق المؤدية إليها.

حافظت المنطقة على حضورها في العصر الإسلامي مع بروز مراكز جديدة فيها، وحملت تسميتها الحالية في فترة لاحقة، فأول من استخدمها كان الرحالة التيجاني الذي زار مدينة نفطة حوالي 1307، ثم تلاه ابن خلدون ثم الزركشي، ووصفوا سكّانها الذين امتزجوا مع الروم والبربر والعرب، وعمارة قصورها المختلفة.

تحت شعار "التراث الإسلامي ببلاد الجريد.. من المحلي إلى الكوني"، تنطلق أعمال الدورة الأولى من "ملتقى الثقافات" في مدينة توزر التونسية عند الرابعة والنصف من مساء اليوم الخميس، وتتواصل لثلاثة أيام بتنظيم من "الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي" ووزارة الثقافة.

ينطلق موضوع التظاهرة "مما عُرفت به جهة الجريد من عادات وتقاليد ضاربة في التاريخ وموروث ثري ارتبطت أساساً بالتاريخ العربي الإسلامي، فضلاً عن دورها في العصر الوسيط في نشر المسيحية، كما تميّز روادها من المبدعين والمفكرين بتكريس الحوار والتكامل مع غيرهم"، بحسب بيات المنظّمين.

تكرّم الدورة الحالية الباحث الراحل ميلود الحضري والكاتبيْن عمر عز الدين وعلي عبد الوهاب خليل، إلى جانب الشاذلي الساكر القيّم على معرض الوثائق والمخطوطات التراثية الذي يفتتح على هامش الملتقى.

من بين الأوراق المشاركة: "الوضع الطرقي بتوزر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين" لـ عمر عز الدين، و"نماذج من التاريخ الكوني القديم لبلاد الجريد" لـ منذر براهمي، و"المعالم والأعلام بتوزر خلال العصر الوسيط" لـ مراد الشتوي، و"سيدي أبو علي السني وزاويته في نفطة: مقاربة أنثربولوجية" لـ ياسين كرامتي، و"أبو الفضل النحو: حياته العلمية والتاريخية" لـ بشير بوكادي.

كما تنظّم رحلة إلى جامع بلاد الحضر الذي بُني عام 1174 على أنقاض كنيسة رومانية في مدينة توزر، على طراز جامع عقبة بن نافع في مدينة القيروان، من الحجارة والطين وغلفت جدرانه من الداخل والخارج وأرضيته بالآجر التقليدي وبنيت أسقفه من خشب النخيل، ويعدّ من أقدم المعالم التاريخية في المنطقة.

دلالات
المساهمون