في استعادة لمجوعة من أعماله التي نفّذها على مدار أربعين عاماً، يُفتتح معرض "الفوتوغرافيا في المعمل" في "مركز بيروت للفن" عند الثامنة من مساء اليوم ويستمرّ حتى التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل.
ابتدأ سكولا حياته بدراسة علم الأحياء، وهو ما ترك أثراً في تجربته الفنية لاحقاً، فمنذ مطلع سبعينيات القرن الماضي بدا الفنان المنتمي إلى الماركسية مشروعه الذي يجمع بين الفوتوغراف ونقد الصورة وصناعة الأفلام والكتابة، حيث خطّ مساراً مختلفاً من التحليل المنهجي، المستند إلى بحوث معمقة حول العولمة وهيمنة رأس المال، كما في كتابه الشهير "قصة الأسماك" (1995)، والذي وصفه بأنه "نوع من المقالات التجريبية في الكلمات والصور التي يقرأ أحياناً كنص أدبي ودراسة في آن".
يضمّ المعرض 50 عملاً فوتوغرافياً إلى جانب عدد من نصوصه؛ من بينها: "حكايا كاليفورنيا"، و"المدرسة مصنع"، و"حكاية سمكة"، و"أوروبا"، و"حكايا شعبية من مصانع الفضاء" و"في انتظار الغاز المسيل للدموع"، وفيلم "يا نصيب البحر".
يتتبع سكولا في هذه الأعمال أوضاع العمّال في الولايات المتحدة، والنظام التعليمي في بلاده، وحرب فيتنام والعديد من الأحداث البارزة التي عاصرها، مولّفاً رؤية شاملة حول مفاهيم عديدة في الفوتوغراف وفي السياسة وفي نضالات المجتمع التي لم ير أياً منها منفصلة عن الأخرى طيلة حياته.
وقف الفوتوغرافي الأميركي شاهداً على فترة شهدت العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية بعدسته التي كانت تلتقط صوراً في اتجاهات متعدّدة، لكنها تجتمع في النهاية على تأريخ زمن تحاصره الرأسمالية والعنصرية والذكورية في صورة واحدة.