يُنظّم "المركز العربي للعمارة" في بيروت جولةً تحت عنوان "جورج ونزار حداد: مهندسان من بسكنتا" تنطلق عند التاسعة والنصف من صباح غدٍ الأحد وتتواصل طيلة اليوم.
تسعى الجولة إلى زيارة أبنية من تصميم المعماريَّين الأب جورج والابن نزار كما يلتقي المشاركون بهما في قرية بسكنتا، للحديث حول تاريخ العمارة في بيروت الحديثة، والفروق بين الرؤية المعمارية لجيلَين.
يُعد جورج حداد أحد رواد العمارة الحديثة في لبنان، وقد بدأ العمل عام 1956، ومن أشهر مبانيه دير سان ميشيل وفيلا حداد، كما حوّل "فندق الأمبير" الذي تأسس عام 1904، إلى مسرح.
أما نزار فيوظف خبراته في ردم الهوّة بين الإنسان والطبيعة المحيطة، ويظهر ذلك جليّاً في تصاميمه، وبالرغم من كل الميراث المعماري لوالده، إلّا أن مقاربة نزار للعمارة وشغفه بالطبيعة هما ما شكّلا هوّيته المعمارية.
تقوم أفكار وتطبيقات نزار العمرانية على الاستغلال الأمثل للمواد المستدامة المتاحة في الموقع، والزيادة المثلى لاستخدام الطاقة بكفاءة من خلال التصميم الحيوي والمناخي، والتكامل الشامل للهيكل في بيئته الحضرية.
وفي هذا فهو مختلف عن والده، من حيث أن حاجات جيله إلى معطيات مختلفة في البناء دفعته إلى التفكير بعيداً عن طريقة والده الكلاسيكية، حيث تعرف بيروت اليوم ما لم تكن تعرفه في النصف الأول من القرن العشرين، من المشاكل البيئية وتزايد الاكتظاظ السكاني وغلاء مواد البناء والحاجة إلى أبنية اقتصادية.
بالنسبة إلى نزار فإنه يطمح إلى تصميم بيوت يمكنها توليد الكهرباء وتخفيف الاستهلاك، وهذا ما حققه على نطاق ضيق في منزل "لايف خاوس" أو ما يطلق عليه المنزل المكتفي ذاتياً.
في تصميم "لايف هاوس" يعتمد حداد على فكرة البيت الذي يخزن الطاقة الشمسية في الصيف ثم يعيد استخدامها في الشتاء، إلى جانب تخزين الأمطار، وتوفير مساحات للزراعة في المنزل.