يعدّ "معرض كتاب غوادالاخار" في المكسيك، أهم معرض أدبي في أميركا اللاتينية، باعتبار عراقته؛ حيث أنه يعيش هذا العام دورته التاسعة والعشرين، كما أنه يتميّز بتنوّع أنشطته وانفتاحه على أبرز كتّاب القارتين الأميركيّتين، خصوصاً على مترجمي الأدب الأميركي اللاتيني إلى لغات عالمية.
انطلق المعرض يوم السبت الماضي، ويستمر تسعة أيام، وكانت أوّل فعالية للمعرض هي تسليم الكاتب الإسباني إنريكي بيلا ماتاس (1948) جائزة المعرض الأدبية التي تمنح سنوياً. يدخل هكذا صاحب "بعيداً عن بيراكروث" سجلّ الفائزين بهذه الجائزة الرفيعة الذي يضم كتّاباً مثل كلاوديو ماغريس وفيرناندو باييخو وآخرين.
خلال دورة هذا العام، حلّت المملكة المتحدة ضيف شرف، وقد حضرت بعدد من الأسماء، منهم الروائي ذي الأصول الهندية سلمان رشدي الذي عادة ما يمثّل حضوره مناسبة لانتقادات عربية وإيرانية للتظاهرات التي تستضيفه، مثلما حصل منذ أشهر قليلة في معرض فرانكفوت للكتاب، لكن يبدو أن الغياب العربي والإيراني لهذا العام لا يقتصر على مستوى الناشرين والكتّاب فحسب، وإنما أيضاً على مستوى المتابعة الإعلامية.
علماً أن عدد زائري المعرض سنوياً يقدّر بـ 750 ألف شخص، إضافة إلى حضور ما يقارب 2000 دار نشر، وهو ما يجعله من بين أكبر ثلاثة معارض كتاب في العالم اليوم.
أما على مستوى حضور الكتّاب، فيشارك في الدورة الحالية 650 كاتباً معظمهم من دول أميركا اللاتينية أو من إسبانيا التي تحضر بأسماء بارزة، مثل أنتونيو مونيوث مولينا وفيرناندو باييخو وماريا دوينياس وآخرون.
لعلنا لا بد أن نشير إلى الغياب العربي التام في قائمة المدعوّين إلى هذه التظاهرة، فيما عدا الكتّاب الأميركيين اللاتينيين من أصول عربية. لا بد من الإشارة أيضاً أن "إسرائيل" كانت منذ سنتين ضيف شرف المعرض، وإن كان كتّابها غائبين تماماً هذا العام.
اقرأ أيضاً: "فرانكفورت للكتاب": جيوبوليتيك النشر والقراءة