بعد ثورة تموز/ يوليو سنة 1958، أقامت المكتبة العامة في بغداد معرضاً للكتب العراقية والصحافة الصادرة في العراق خلال العام الأول من عهد الثورة، والذي انتظم لعد سنوات مقبلة حيث شاركت فيه عام 1964 أربع بلدان عربية، قبل ان يتوقّف بعد ذلك، ويتأسّس "معرض بغداد الدولي للكتاب" عام 1978 في حقبة شهدت نفي وإبعاد كثير من المثقفين عن البلاد.
أعلنت "مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون"، أول أمس، إطلاق فعاليات الدورة الأولى من "معرض العراق الدولي للكتاب" في الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر من العام الجاري، والتي ستتواصل حتى الحادي والعشرين منه.
تحمل الدورة اسم الشاعر العراقي مظفر النواب (1934)، وتقام على أرض معرض بغداد الدولي تحت شعار "هلا بالكتاب"، علماً بأن العراق تحتضن معرضين دوليين يعقد الأول في العاصمة والثاني في أربيل، ولم يشهدا مشاركات عربية ودولية كبيرة في بداياتيهما، مع الإشارة إلى توسعهما في العامين الماضيين.
أوضحت المؤسسة في بيان صحافي أنها "تمد يد التعاون مع الناشرين العراقيين، ومراكز النشر العراقي، والمنظمات الثقافية للارتقاء بالنشاط الثقافي في عاصمة الثقافة ومركز نشاطها المركزي"، مؤكدة أنها "إذ تُعاود تنظيم معارضها في بغداد وتدعمها بمعرضها الجديد في البصرة إلى جانب معرض أربيل الدولي، ليس في نيتها تحويل المنافسة الإيجابية إلى نيّةٍ لتقويض دور الآخرين وإضعاف مسعاهم، لخدمة الثقافة والكتاب".
وذكّر البيان إلى أن بواكير المشروع وإطلاقه تعود إلى عام 1959، من خلال تأسيس "دار ابن سينا"، و"دار ابن الشعب"، ثم "دار الطريق الجديد" التي تولّت حينها نشر عشرات الإصدارات والكتب، وتواصلت بصيغٍ ومستويات متعددة، وفقاً للامكانيات والظروف السياسية وتطوراتها، وما سادها من انحسارٍ واضطهاٍد واستبدادٍ وغيابٍ للحريات.
البيان أشار أيضاً إلى "الطابع غير الربحي للمعرض في كلٍ من بغداد والبصرة وأربيل، حيث تخصّص إيراداته لتزويد الجامعات "الحكومية" والمكتبات العامة بالكتب والإصدارات العراقية والعربية والأجنبية، كما ستخصص جزءً من تلك الموارد لدعم الفعاليات والأنشطة الثقافية للمثقفين ومنظماتهم، وستنشر كتاباً يومياً في إطار مشروع "كتاب مع جريدة" مجانًا مع ملحق المدى في المعرض".