وقال ألون بن دافيد، معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة والكاتب في "معاريف"، إن الروس أوضحوا أن نظام بشار الأسد سيتولى بشكل مباشر تشغيل هذه المنظومات بعد خمسة أشهر من أجل إتاحة المجال أمام إجراء مفاوضات تضمن التوصل للصفقة.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة اليوم، أشار المعلق الإسرائيلي إلى أن الروس يحاولون تحسين شروط التنسيق مع إسرائيل عبر ممارسة الضغوط، منوها إلى أنهم لا يطالبون حاليا فقط بأن تبلغهم إسرائيل قبل وقت طويل نسبيا بشن غارات في سورية، بل يصرون أيضا على تقديم معلومات حول المنطقة التي تضم الأهداف التي تخطط تل أبيب لضربها.
ونوه إلى أنه على الرغم من التوتر بين إسرائيل وورسيا في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية بالقرب من مدينة اللاذقية، إلا أن منظومة التنسيق التي تربط قيادة سلاح الجو الإسرائيلي في تل أبيب وقيادة الجيش الروسي في قاعدة "حميميم" تعمل كالمعتاد.
وأشار بن دافيد إلى أن قيادة الجيش الروسي كانت حتى حادثة إسقاط الطائرة تقوم بتوفير ظروف تسهل على الطائرات الإسرائيلية مهمة ضرب الأهداف في سورية، من خلال إصدار التعليمات بعدم تشغيل منظومات الدفاع الجوي الروسية "S400" و"S300" حتى لا تؤثر على الفضاء الإلكتروني الذي تعمل فيه الطائرات الإسرائيلية.
ولفت الأنظار إلى أن الروس مؤخرا يحرصون على تشغيل المنظومات أثناء بعض الغارات الإسرائيلية، مستدركا أن الروس لا يوجهون هذه المنظومات صوب الطائرات الإسرائيلية.
وحسب بن دافيد، فإن المحافل الإسرائيلية تتوقع أن يبحث كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضية تسليم "S300" لنظام الأسد.
تقليص الوجود الإيراني بسورية
وأشار إلى أنه في الوقت الذي قلصت إسرائيل عدد الغارات التي تشنها في سورية، فإن الإيرانيين قلصوا في المقابل من جهودهم الهادفة للتمركز عسكريا هناك بناء على طلب روسي.
ونقل بن دافيد عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن الإيرانيين قلصوا من حضورهم العسكري في سورية، في الوقت الذي عملوا على تكثيف محاولاتهم لنقل السلاح النوعي إلى حزب الله في لبنان بهدف تمكينه من زيادة عدد الصواريخ ذات القدرة على الإصابة بدقة.
وشدد على أن إسرائيل نجحت بشكل جزئي في منع إيران من تزويد حزب الله بالمنظومات التي يمكن تزويد صواريخ بها لجعلها أكثر دقة، مشيراً إلى أن الحزب نقل رسالة لإسرائيل مفادها بأنه سيرد بشكل كبير في حال تم استهداف أي من مرافقه داخل لبنان.
ولفت المصدر نفسه، إلى أن إسرائيل التي تخشى تداعيات قصف الطائرات الإيرانية على الأراضي اللبنانية، تقوم بحملة دعائية ضد الحزب من خلال كشف المعلومات المتعلقة بنقل المنظومات الحساسة من أجل التأثير على الرأي العام الداخلي في لبنان والرأي العام العالمي.
وحسب بن دافيد، فإن إسرائيل تأمل أن تسهم العقوبات الأميركية ضد حزب الله في ردع الشركات المحلية والدولية عن التعاون معه، مما يجعله مطالبا باستثمار الكثير من الجهود في تأمين المتطلبات المادية.