"مطاعم الرحمن" تنتشر بالمغرب في رمضان

09 يونيو 2016
تقدم هذه المطاعم وجبات إفطار مجانية للمحتاجين (العربي الجديد)
+ الخط -

تنتشر العديد من اللوحات على مداخل المقاهي والمطاعم في كثير من المدن المغربية، تحيل إلى تقديمها وجبات إفطار بالمجان للفقراء وعابري السبيل، كما شيّدت العديد من الخيام في الأحياء الشعبية خصوصا، تهدف إلى تقديم إفطار للمعوزين في شهر رمضان.

وتعمل كثير من المقاهي والمطاعم في المغرب، بعد يوم طويل خالٍ من الزبائن بسبب الصيام، على تحضير وجبات الإفطار لمن لا يجدون مأوى أو قدرة مالية، وذلك من خلال تخصيص مساحات لهذه الفئة من الصائمين.

وقال أحد العاملين في مطعم بوسط مدينة سلا، المجاورة للعاصمة الرباط، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ المطعم يقدم وجبات الفطور لصنفين من الزبائن: الوافدين في العادة إلى المطعم، وهؤلاء يسددون ثمن الوجبة، وآخرين فقراء ومساكين أو عابري سبيل تقدم لهم وجبات مجانية.

واستطرد أن عدداً من مطاعم المدينة تقوم بنفس الخدمة التي تهدف إلى إفطار المحتاجين، إما بسبب العوز وضعف الإمكانيات، أو لعجز عابري السبيل عن الوصول إلى بيوتهم وقت الإفطار، أو العمال الذين لا يجدون الوقت للإفطار مع ذويهم، وحتى الطلبة المغتربين".

وحول ما إذا كان من الممكن تسمية مثل هذه المطاعم "مطاعم الرحمن" على غرار "موائد الرحمن" المنتشرة خصوصا في المشرق العربي، قالت الباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير، لـ"العربي الجديد"، إن التسمية لا تهم، فموائد الرحمن مثل مطاعم أو خيام الرحمن.



وأردفت العوفير أن "العبرة بما يتم تقديمه من وجبات وخدمات لهذه الفئات الاجتماعية المختلفة التي تعجز عن الإفطار بشكل عادي مثل باقي الناس، دون إشعارهم بالعجز أو الضعف، أو التصرف معهم على أنهم متسولون، لأن الرحمة لا تكتمل إلا بمنح الصدقة في طبق من الكرامة" وفق تعبيرها.

وتنتصب خيام في بعض الأحياء تضم كراسي وطاولات، مكتوب عليها "خيام الرحمن"، يعرض من خلالها وجبة الإفطار بالمجان طيلة شهر رمضان.

وبخلاف السنوات الماضية، لوحظ انخفاض أعداد الخيام الرمضانية التي تقدم وجبات الإفطار مجانا إلى الفئات المعوزة، وهو ما أرجعته مصادر "العربي الجديد" إلى ما يروج عن منع وزارة الداخلية تنظيم جمعيات المجتمع المدني الإطعام الرمضاني، حتى لا يتم تسييس العمل الخيري، خاصة أن المغرب مقبل على الانتخابات البرلمانية بعد أشهر قليلة.

ودأبت العديد من الجمعيات في المغرب، خلال كل شهر رمضان، على نصب "خيام الرحمن" لإفطار الصائمين، فقراء أو متسولين أو عابري سبيل، وذلك بفضل مساهمات المحسنين الذين يحرصون على إعمار الموائد بما لذ وطاب من الأكل والشرب، بحثا عن أجر إفطار الصائم.


دلالات