يشهد مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، ليلة الجمعة - السبت 5 و6 نيسان/ إبريل الحالي، إقلاع آخر طائرة ركاب تجارية، بنداء يطلقه وزير المواصلات التركي جاهد طوران، وتنتهي بذلك أعمال الانتقال إلى مطار إسطنبول الدولي الجديد، وقد أبلغت شركات الطيران العالمية المسافرين بتوقف مطار أتاتورك عن استقبال الرحلات والانتقال إلى مطار إسطنبول الدولي .
وجرت أعمال الانتقال إلى المطار الجديد على مراحل، منذ أن افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، ستنتهي ليلة 5 نيسان/ إبريل الحالي.
وأشارت المعلومات إلى أن الوزير طوران، والمدير العام لشركة الخطوط الجوية التركية بلال أكشين، سيشاركان في مراسم تقام في برج المراقبة الجوية لمطار أتاتورك، حيث ستقلع آخر طائرة ركاب للخطوط التركية، متوجهة إلى سنغافورة وعلى متنها 350 راكباً.
وستبدأ عملية الانتقال الكبير من مطار أتاتورك إلى مطار إسطنبول الجديد المخطط له أن يكون الأكبر على مستوى العالم، غداً الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، وستنتهي في الساعة العاشرة صباحاً من يوم الخميس المصادف 6 أبريل /نيسان، وبذلك سيتم غلق المطار القديم تماماً أمام الرحلات التجارية.
وستستمر الملاحة العامة وأعمال الصيانة، ورحلات طائرات شحن البضائع، والطائرات الخاصة والحكومية باستخدام مطار أتاتورك الدولي.
وتماشياً مع إعلان سابق للرئيس أردوغان، تتواصل بذل الجهود لتحويل جزء من مطار أتاتورك إلى حديقة عامة، وتقييم جزء منها لأغراض الملاحة الجوية.
ماذا يتميّز مطار إسطنبول الجديد؟
حصد مطار إسطنبول الجديد العديد من الجوائز الدولية قبل افتتاحه، ويجري تشييده على مساحة 76.5 مليون متر مربع، وستبلغ طاقته الاستيعابية عند الانتهاء من كافة مراحله 200 مليون مسافر سنوياً. وستبلغ مساحة المبنى الرئيسي فيه مليوناً و300 ألف متر مربع، ليكون بذلك أكبر مبنى مطار حول العالم.
افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المرحلة الأولى منه في الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية التركية التي تصادف 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وسيضم المطار بعد افتتاحه العديد من الميزات، هي الأولى من نوعها في مجال الطيران والمطارات، سواء من حيث الحجم والبنية التحتية، وأنظمة الأمن والسلامة وصولاً إلى الجوانب المعمارية التي تجمع بين العراقة والحداثة.
ما هي كلفته؟
تم تشييد المطار من قبل شركة İstanbul Grand Airport، التي تأسست في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، وتتكون من مجموعة من المشاريع المشتركة لشركات ليماك، وكولين، وجنغيز، ومابا، وقاليون.
وفاز تحالف الشركات المذكورة بمناقصة بناء وتشغيل ونقل ملكية المطار، بتكلفة تصل إلى 26 ملياراً و140 مليون يورو مع ضريبة القيمة المضافة، وتواصل الشركة أعمال البناء منذ 5 سنوات.
وبلغت استثمارات المرحلة الأولى من المطار 6 مليارات يورو، ومن المنتظر أن تقدم خدمات لـ 90 مليون مسافر سنوياً.
ماذا يضم المطار الجديد؟
سيتم افتتاح المطار بشكل تدريجي على 4 مراحل، ومن المرتقب أن يتم الانتهاء من بناء كامل
مراحله في عام 2023.
وتم إنشاء عشرات المنشآت الصناعية في موقع بناء المطار، تضم داخلها قرابة 3 آلاف آلة ثقيلة، وأكثر من 10 آلاف عامل يعملون في ظروف استثنائية على مدار 24 ساعة دون انقطاع، لإنجاز بناء المطار في الموعد المحدد.
وجرى اعتماد أسلوب البناء والتشغيل ونقل الملكية في تشييد المطار، المنتظر أن يضم عند الانتهاء من بناء كافة مراحله 6 مدرجات مستقلة، بقدرة استيعابية تتسع لـ 500 طائرة في آن واحد، ومرأب مفتوح وآخر مغلق للسيارات بسعة تبلغ 70 ألف سيارة، إضافة إلى 200 مليون مسافر سنوياً، لينال بهذا لقب أكبر مطار حول العالم.
وفي منتصف عام 2014، انتهت أعمال إعداد خطة العمل الرئيسية للمطار، الذي يضم أسلوبه المعماري المخزون الثقافي لمدينة إسطنبول.
وتضم فرق التصميم في المطار أكثر من 250 معمارياً محلياً وأجنبياً، مختصين في مجالات مختلفة، وما يزيد عن 500 مهندس.
ما هي الوجهات التي سيتم اعتمادها؟
تعتزم السلطات القائمة على المطار، تمكينه من استقبال ألفي طائرة من الإقلاع والهبوط بشكل
يومي. وستتجه طائرات 250 شركة نقل جوي من مطار إسطنبول الجديد، نحو أكثر من 350 وجهة حول العالم.
ومما يميز مطار إسطنبول الجديد، أنه حصد العديد من الجوائز الدولية قبل افتتاحه. أبرز وأولى الجوائز التي نالها المطار، كانت تلك التي حصدها برج المراقبة المصمم من قبل شركتي "Pininfarina" و"Aecom"؛ حيث حصل على جائزة "المركز الأوروبي للهندسة المعمارية والتصميم" عام 2015.
كما نال المشروع جائزة تصميم في فئة المشاريع المستقبلية، والبنى التحتية، لمبنى المسافرين في المطار عام 2016، من قبل إدارة مهرجان العمارة العالمي.
كما حصلت أنظمة المشروع بما فيها الكهربائية، وتصميم مبنى المطار، جائزة "المركز الأوروبي للهندسة المعمارية والتصميم" عام 2015. واستوحى مصممو سقف المبنى، تصميمهم من المعمار العثماني الشهير سنان.
ماذا سيحقق للاقتصاد التركي؟
إضافة إلى النموّ السياحي المرتقب الذي سيحققه المطار الجديد، أيضاً عقب دخوله الخدمة، يتوقع أن تدفع الشركة المشغلة له 1.1 مليار يورو سنوياً، أي بما مجموعه 26 مليار يورو سنوياً بما فيها ضريبة القيمة المضافة خلال 25 عاماً، وبهذا ستجني خزينة الدولة نحو 176 مليار ليرة تركية بما فيها ضريبة القيمة المضافة.
وسيمهد مطار إسطنبول الجديد، الطريق أمام الاقتصاد التركي لإحداث طفرة نوعية عقب افتتاحه، ومن المتوقع أن تصل حصة المطار من الناتج المحلي الإجمالي التركي إلى 4.9 بالمائة بحلول 2025.
وسيرتبط المطار بمركز مدينة إسطنبول، بشبكة حديثة ومتطورة من مترو الأنفاق، ويتواصل العمل حالياً على إنشاء هذه الشبكة من مترو الأنفاق.
ومن المستهدف أيضاً، جعل مطار إسطنبول الثالث من أهم المطارات التي تقدم أفضل الخدمات لركّابها حول العالم. وفي هذا الإطار، تم تحديد العديد من المعايير العالمية الجديدة لشركة سيارات الأجرة، التي تم التعاقد معها من أجل المطار.
وسيؤدي المطار دوراً مهماً في تحقيق تركيا لأهدافها الاقتصادية، المتمثلة بدخول قائمة أكبر 10 اقتصادات في العالم بحلول 2023، الذي يمثل المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
وتضم إسطنبول حالياً مطارين، أحدهما مطار "أتاتورك" في الشطر الأوروبي، والآخر "صبيحة غوكجن" في نظيره الآسيوي.