قبل أسبوع تحوّلت مقالة جمال الخاشقجي في صحيفة "الحياة"، "كي لا تسقط مصر في فخ "داعش"، إلى مادة سجالية في مصر. اعتبرها البعض "مخاطبة خليجية فوقية لمصر"، أو تعاطٍ مع مصر كابن قاصر. بعض هذه الردود استعمل خطاباً عنصرياً مباشراً ضد الخليج، وبعضها كان سجالياً يفتح نقاشاً حقيقياً عن العلاقات الخليجية ـ المصرية.
كان ذلك قبل أسبوع. ليلة أمس أطلقت أغنية ـ أوبريت "مصر قريبة" التي تهدف إلى تنشيط السياحة في مصر، وجذب السواح، الخليجيين منهم تحديداً. الأغنية مبهجة وخفيفة، وصوت محمد منير وأنغام، ابتسامة آسر ياسين... عوامل فرح مطلق إجمالاً. وكلام الأغنية، بعيداً عن ركاكته الشعرية، كلام حقيقي. المصريون يستقبلون ضيوفهم بكل حبّ واحترام، "وانت ماشي في مصر شايف ألف ضحكة بتناديك... وانت ماشي في مصر عارف إنها فرحانة بيك". الكلام واقعي، ويعرفه كل من زار مصر، أو عاش فيها.
لكن ما عدا ذلك، الفيديو مزعج. فبعيداً عن إعجاب البعض بالفيديو غير الواقعي إطلاقاً، أعاد الشريط من خلال كل مشهد من مشاهده فتح باب السجال حول العلاقة الخليجية ـ المصرية.
تهدف الأغنية أولاً إلى استعادة "الجمهور الخليجي". لكن كيف؟ لعلّ المشهد الإشكالي هو مشهد غادة عادل تبيع الورود لسائح خليجي على كوبري قصر النيل. كان يمكن للمشهد أن يكون عادياً. كان يمكن. لكنّه ليس كذلك. فنظرة البعض إلى السائح الخليجي ترتبط بصورة ذهنية سلبية، قد لا يكون الواقع ولا التفسير لطيفاً، وطبعاً التعميم لا يجوز... لكنّه حقيقة بالنسبة لكثيرين.
ليس في ذلك تجنٍّ على أحد. هذه هي الحقيقة. "خليك فاكر مصر جميلة"، والسياحة في مصر جميلة، لكن هل هذه هي الصورة التي تنوي فيها الحكومة المصرية استعادة السياح الخليجيين؟ هل هذه هي الطريقة التي تنوي فيها الخروج من مأزق التسريبات المرتبطة باستغلال أموال الخليج؟ قد تكون صدفة تزامن إطلاق الأغنية مع اقتراب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسعودية، وقد تكون صدفة أن يكون إطلاقها قد حصل بعد التسريبات... لكن حتماً ليس صدفة إعطاء هذا الطابع المزعج للسياحة في مصر، وللعلاقة مع السائح الخليجي.
لم يزعج الفيديو هؤلاء المنتفضين لوطنيتهم بعد مقالة جمال الخاشقجي، وهنا تحديداً المأزق... مأزق الهوية المزدوجة والانتماء المزدوج. مأزق عربي عموماً يبدأ من مصر وينسحب على كل دول الجوار. روّجوا للسياحة كما شئتم، السياحة الأثرية، السياحة الجنسية، السياحة الثقافية أو البيئية، هذا حق، وهذه بديهيات في كل دول العالم، ليست هنا المشكلة، المشكلة فقط في إلباس هذه المشاريع ثياباً فضفاضة وشعارات رنانة لا تليق لا بمصر ولا بشعبها.
كان ذلك قبل أسبوع. ليلة أمس أطلقت أغنية ـ أوبريت "مصر قريبة" التي تهدف إلى تنشيط السياحة في مصر، وجذب السواح، الخليجيين منهم تحديداً. الأغنية مبهجة وخفيفة، وصوت محمد منير وأنغام، ابتسامة آسر ياسين... عوامل فرح مطلق إجمالاً. وكلام الأغنية، بعيداً عن ركاكته الشعرية، كلام حقيقي. المصريون يستقبلون ضيوفهم بكل حبّ واحترام، "وانت ماشي في مصر شايف ألف ضحكة بتناديك... وانت ماشي في مصر عارف إنها فرحانة بيك". الكلام واقعي، ويعرفه كل من زار مصر، أو عاش فيها.
لكن ما عدا ذلك، الفيديو مزعج. فبعيداً عن إعجاب البعض بالفيديو غير الواقعي إطلاقاً، أعاد الشريط من خلال كل مشهد من مشاهده فتح باب السجال حول العلاقة الخليجية ـ المصرية.
تهدف الأغنية أولاً إلى استعادة "الجمهور الخليجي". لكن كيف؟ لعلّ المشهد الإشكالي هو مشهد غادة عادل تبيع الورود لسائح خليجي على كوبري قصر النيل. كان يمكن للمشهد أن يكون عادياً. كان يمكن. لكنّه ليس كذلك. فنظرة البعض إلى السائح الخليجي ترتبط بصورة ذهنية سلبية، قد لا يكون الواقع ولا التفسير لطيفاً، وطبعاً التعميم لا يجوز... لكنّه حقيقة بالنسبة لكثيرين.
ليس في ذلك تجنٍّ على أحد. هذه هي الحقيقة. "خليك فاكر مصر جميلة"، والسياحة في مصر جميلة، لكن هل هذه هي الصورة التي تنوي فيها الحكومة المصرية استعادة السياح الخليجيين؟ هل هذه هي الطريقة التي تنوي فيها الخروج من مأزق التسريبات المرتبطة باستغلال أموال الخليج؟ قد تكون صدفة تزامن إطلاق الأغنية مع اقتراب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسعودية، وقد تكون صدفة أن يكون إطلاقها قد حصل بعد التسريبات... لكن حتماً ليس صدفة إعطاء هذا الطابع المزعج للسياحة في مصر، وللعلاقة مع السائح الخليجي.
لم يزعج الفيديو هؤلاء المنتفضين لوطنيتهم بعد مقالة جمال الخاشقجي، وهنا تحديداً المأزق... مأزق الهوية المزدوجة والانتماء المزدوج. مأزق عربي عموماً يبدأ من مصر وينسحب على كل دول الجوار. روّجوا للسياحة كما شئتم، السياحة الأثرية، السياحة الجنسية، السياحة الثقافية أو البيئية، هذا حق، وهذه بديهيات في كل دول العالم، ليست هنا المشكلة، المشكلة فقط في إلباس هذه المشاريع ثياباً فضفاضة وشعارات رنانة لا تليق لا بمصر ولا بشعبها.