تتمثّل المشكلة الأبرز التي تواجه معظم المسرحيين العرب في أن عروضهم تُنتج أساساً من أجل تقدّم في المهرجانات فقط، ما يُفقدها فرصة حقيقية للاشتباك مع جمهور يمثّل شرائح المجتمع عامة لفترة طويلة نسبياً، والاكتفاء بمتلقٍ نخبوي إلى حد كبير، ليغيب بذلك أحد أهم عناصر العرض المسرحي.
ثمة محاولات عديدة للخروج من هذه الإشكالية، ومنها "ملتقى الشباب في مسرح المدينة" (مشكال) في بيروت والذي تنطلق فعاليات دورته الثامنة عند السابعة من مساء الجمعة المقبل، الثلاثين من الشهر الجاري، والتي تتواصل حتى الثالث من أيلول/ سبتمبر.
تتوجّه التظاهرة، التي تشمل عروضاً موسيقية ومسرحية وأدائية إيمائية وراقصة وندوات وورش عمل، إضافة إلى عروض الأفلام والفنون التشكيلية، إلى طلبة الجامعات، من خلال تحويل المسرح البيروتي إلى منصة للتعبير عن هواجسهم وأفكارهم عبر كافّة الوسائط والأنماط الفنية، ويتمّ اختيار بعض أعمالهم لتقدّم في مواعيد أخرى.
يُفتتح الملتقى بالمسرحية الموسيقية "Yamma Mia" لـ سامر حما والمأخوذة عن نص للكاتبة البريطانية كاترين جونسون حول فتاة تدعو ثلاثة آباء محتملين لها إلى منزلها، إضافة إلى جولة مسرحية تفاعلية بعنوان "إذا الشعب يوماً.." يندرج تحتها اثنا عشر عرضاً مسرحياً من إعداد المخرج الفلسطيني اللبناني عوض عوض، وتستضيفها في وقت متزامن اثنتي عشرة من مقاهي شارع الحمراء.
كل عرض من هذه العروض التفاعلية لا يزيد عن عشر دقائق موقعة بأسماء مخرجين ومخرجات مختلفين، منهم "كتيبة الكاوتشوك" لـ علية الخالدي، و"لا عشرة ع الشجرة" لـ دارين شمس الدين، و"أنا مين إذا انتو شو" لـ ديما مخايل متى، و"جروح شخصية مكشوفة" لـ نادرة عسّاف، و"أخبار عادية" لـ دانا ضيا، و"عندي حلم" لت جمانة حداد، و"كان يا مكان الـ هورس شو" لـ نضال الأشقر، و"دافنينو سوا" لـ مازن المعوش وماهر عيتاني، و"المشمشط بتهزّش" لـ ميرا صيداوي.
وتُعقد عدّة موائد مستديرة منها "الإعلام البديل: أهو المستقبل؟"، و"صفقة القرن: بين الإضاءة والتعتيم"، و"نساء خلف القضبان.. قصصهم وأكثر"، و"روائح: شو عم نتنفس؟"، إلى جانب أمسيات شعرية يشارك فيها كلّ من ثريا زريق ومجد خيامي ورباب شمس الدين ولاريسا قسيس.
كما تُعرض العديد من الأفلام القصيرة والتسجيلية مثل: "صورة باسبور" لـ علي زريق، و"كبت" لـ كريم نوفل، و"أسباب التصحر وعوامل التكدر" لـ عمر عيتاني، و"رقصة أمل" لــ رامي الرابح.