ومثلما جمع الرئيس التونسي الحالي ومؤسس "النداء" آنذاك، الباجي قائد السبسي، حوله الشخصيات السياسية والأحزاب المتقاربة معه فيما عرف بـ"الاتحاد من أجل تونس"، لإحداث توازن مع "النهضة"، يسعى الأمين العام لـ"المشروع"، محسن مرزوق، الآن، لاستقطاب أحزاب قريبة، وهي جزء من الحزب الأم "نداء تونس"، وحزب "المبادرة" و"الاتحاد الوطني الحر"، في إطار "الجبهة الوطنية العصرية".
وأعلن مرزوق، في بيان صادر عن الحزب أمس الثلاثاء، أنه التقى، رفقة وفد من حزبه، مجموعة من الشخصيات الندائية ومن حزب "الاتحاد الوطني الحر"، لـ"تبادل وجهات النظر حول تجميع القوى الوطنية العصرية وحمايتها من التشتت".
وأقرّ اللقاء التمهيدي "ضرورة الاتصال بكافة الأحزاب والتيارات العصرية والشخصيات، بغاية تنظيم لقاء أوسع يفضي إلى إيجاد آليات عمل للتنسيق بينها"، مضيفا أن "اللقاءات هدفها لملمة شتات الأحزاب الديمقراطية والمنظمات المدنية والشخصيات للالتقاء في إطار جبهة وطنية واسعة".
وعلم "العربي الجديد" أن اللقاء جمع كلا من المدير التنفيذي السابق وأحد قياديي لجنة الإنقاذ في "نداء تونس"، رضا بلحاج، الذي يخوض صراعا مع تيار حافظ قائد السبسي، بالإضافة إلى رئيس "الاتحاد الوطني"، سليم الرياحي، وأمين عام "المشروع".
وأكدت الناطقة الرسمية باسم حزب الاتحاد، سميرة الشواشي، لـ"العربي الجديد"، أن "اللقاء ليس الأول من نوعه، إذ سبقه اجتماع ثنائي جمع الرياحي بمرزوق، لوضع الخطوط العريضة للجبهة الوطنية العصرية"، مشيرة إلى أنه "لم يتم الاتفاق بعد حول تسمية هذا الكيان السياسي".
وأضافت الشواشي، لـ"العربي الجديد"، أنه "لم يتم تحديد معالم التصور بعد، لكنْ هناك اتفاق مبدئي بين جميع الأطراف على أن الأحزاب المدنية الديمقراطية الوسطية تعيش حالة من التشتت، أحدثت حالة من انعدام الثقة لدى المواطن تجاهها، بالإضافة إلى ما يُسجل من انحراف عن روح وثيقة قرطاج ومبدئها الأساسي في إقامة حكومة تعبر عن الوحدة الوطنية".
واعتبرت الأحزاب المتحاورة، وفق ما أكدته المتحدثة ذاتها، أنه "من باب المسؤولية الوطنية يجب تجميع هذه القوى لتقييم الوضع الحالي وطرح تصورات للمستقبل"، مضيفة أنه "يمكن إذا ما نجحت الجبهة أولا في عملها السياسي أن تتطور إلى جبهة انتخابية".
وسبق للرئيس التونسي أن انتقد نية حزب "المشروع" تكوين جبهة سياسية، معتبرا أنها "فكرة غير ذات معنى، ولم تنجح في سياقات مشابهة".
وعلّق مرزوق، بدوره، على تصريح السبسي، حيث أكد أن "الجبهات مبادرة ناجحة، وأبرز دليل على ذلك نجاح "جبهة الإنقاذ" التي تكونت سنة 2013، إثر الاغتيالات السياسية، وجمعت "النداء و"الجمهوري" و"المسار" و"الجبهة الشعبية"، في تهييء الظروف لإجراء انتخابات سنة 2014"، مبينا أن "تشتت حزب "النداء" أول الدوافع لتشكيل اتحاد حزبي للقوى الوسطية الديمقراطية".