"مشارف" الثقافة الأنيقة

11 يناير 2015
+ الخط -
يستضيف برنامج "مشارف" الثقافي الذي يُبثّ على القناة المغربية الأولى، وجوهاً من عالم الأدب والثقافة والفكر والإبداع، ليناقشهم في عدد من القضايا التي يعرفها الحقل الثقافي المغربي والعربي بشكل عام.

فنرى مقدمه ياسين عدنان يسهب أحياناً بالحديث عن المشهد الأدبي المغربي وبساحة النشر والكتاب في فرنسا، وعن تفاعله مع أدباء لغة الضاد في المغرب، ونجاحه في الابتعاد عن الصورة النمطية للكاتب الفرنكوفوني كما تبلورت لدى المغاربة منذ بداية الاستقلال.

وتارة أخرى يتناول البرنامج "فلسطين في الوجدان المغربي"، اذ ظل مبدعو المغرب يتفاعلون مع قضية العرب الأولى في أعمالهم الفنية والأدبية منذ الأغاني القديمة لناس الغيوان وجيل جيلالة والمشاهب والسهام حتى رجاء بلمليح، ومنذ مسرح الهواة في السبعينيات حتى عروض المسرح المدرسي، من دون أن ننسى الديوان المغربي الفلسطيني الذي ترصّعه قصائد الحبيب الفرقاني ومحمد المجاطي وعبد الله راجع وعبد الرفيع اجواهري، واللائحة طويلة.

أما في حلقة بيان شهرزاد التي بثت الشهر الماضي، فتساءل عدنان مع ضيفه الناقد الأدبي شرف الدين ماجدولين، لماذا لم نمنح كتاب "الليالي" القيمة نفسها التي حظي بها في الثقافة الغربية؟ لماذا بخّسْنا في العالم العربي "ألف ليلة وليلة" واعتبرناه كتاباً شعبياً بدون قيمة أدبية، فيما العالم يعتبره العنوان الأبرز للثقافة والأدب العربيين على مرِّ العصور؟

وفي حلقة ضمير المتكلم الأنثوي: "بين أنا الساردة وشخصية الكاتبة؟"، تجيب الأديبة المغربية فاطمة الزهراء الرغيوي عن مواضيع تهم المرأة الكاتبة، مثلاً هل فعلا زادت وضعية المرأة الكاتبة سوءاً مع تراجع الوضع الاعتباري لأهل الأدب من الجنسين، وكذا مع تقدم موجة نقدية في الصحافة أصبح البُعد "الأخلاقي" بالمعنى السطحي المنغلق للكلمة هو المُحرّك الأساسي لديها لكل قراءة وتأويل؟

ولكون ياسين عدنان شاعراً في الأصل، يأتي حديثه عن الشعر بعنوان "بوح شعري" يقاسم أسراره مع الشاعرة إكرام عبدي، في حلقة جميلة عن الشاعرات المغربيات اللواتي يعرفن بالشجن في كتاباتهن. ليجيبا سوية عن سبب هذا الحزن في كتابتهن وهل يرتبط هذا الحزن بتجارب معيشة أم أنّ له وظيفة جمالية فحسب؟ لماذا يختزلن تجاربهن الشعرية في كلمة "بوح"؟ هل وظيفة الشاعرة هي البوح؟ أم أن الشاعرات المغربيات يُحمِّلن هذه الكلمة أكثر ممّا تطيق؟ ثم ما سبب هذه الذاتية المفرطة في الديوان النسوي المغربي؟

كذلك قدم البرنامج عنواناً جديداً "بين الرواية والسيناريو"، مع الروائي فؤاد سويبة الذي أجاب عن كيف يتبادل الروائي والسينمائي الأدوار؟ أيهما أيسر: كتابة الرواية أم كتابة السيناريو؟
الف
تضمنت حلقة الأسبوع الماضي حواراً مع عادل حدجامي، وهو باحث في مجال الفلسفة، حول موضوع الصداقة. حاول البرنامج الإجابة عن أسئلة كثيرة، منها: لماذا انطرحت الصداقة عند الغرب ومنذ اليونان كموضوع للتفكير وكإشكالية فلسفية، فيما ـ باستثناء أبي حيان التوحيدي ـ لم تُولِ ثقافتنا العربية الإسلامية أيّ اهتمام لمسألة الصداقة؟ بم يمكن تفسير نُدرة التأمل الفكري في مسألة الصداقة في ثقافتنا العربية الإسلامية؟ لماذا ركّزنا على القرابة وصلة الرحم، وأعطينا الأولوية للأخوّة في الله، من دون أن نجرّب المُراهنة على الصداقة لا إنسانياً ولا فكرياً ولا سياسياً؟

من جهة أخرى، هل يجب أن يكون الصديق مشابهاً لنا حدّ التطابق، أم أن الصداقة تتوهّج أكثر في ظل الاختلاف؟ وإذا كانت الصداقة قُرْباً وجودياً، فكيف يتحقق هذا القرب من خلال البُعد؟

*حلقات "مشارف" تبث الأربعاء من كل أسبوع، عند الساعة العاشرة و45 دقيقة ليلاً بتوقيت المغرب.
المساهمون