"جهزنا البيعة للخليفة وهنسيطر عالعالم. ده جنود الدولة مولعينها في كل مكان في العالم. مسّيلي عالدولجية رجالة ميه الميه. التفجيرات والقناصات والآلي والبندقية"، هكذا قرر شبان لا يبدو أنهم منتمون للدولة الإسلامية استغلال اسمها في السخرية من أوضاع قائمة في البلدان العربية.
الكلمات هي مقدمة أغنية جديدة بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعات من نشر حساب اسمه "الدولجية" للأغنية على موقع الموسيقى "ساوند كلاود"، والأغنية تنتمي إلى الظاهرة الغنائية التي بدأت في مصر قبل بضعة أعوام والتي يطلق عليها اسم "أغاني المهرجانات"، والتي تستخدم كلمات سريعة وإيقاعات راقصة وتستخدم عادة في الأعراس الشعبية.
وبينما لا يُعرف، على وجه التحديد، المسؤولون عن الأغنية أو من قاموا على إنتاجها، إلا أن السخرية تبدو واضحة، سواء في كلمات الأغنية، أو في لحنها على طريقة أغنيات المهرجانات، أو في الكلمة المختصرة التي كتبها أصحاب الحساب على "ساوند كلاود" والتي ظهر فيها أيضا حرصهم على عدم الإعلان عن شخصياتهم الحقيقية.
ويقول منتجو الأغنية في تقديمهم الساخر لها: "تبدأ القصة عندما كان بضعة شباب آمنوا بربهم وزاروا صديقا لهم ليشاركوه فرحته بخطبته، وفي طريق عودتهم محتسبين أجرهم، تتثاقل رؤوسهم من المزاج، وتترنح أبدانهم من الإجهاد، كانت موسيقى المهرجانات تخرجهم من جوهم الروحاني، ثم كانت ليلة عظيمة تفتقت أذهانهم عن الإصدار الفني الأول للدولجية. نترككم مع الإصدار الأول للدولجية، مع احتفاظنا بأسماء فريق العمل، حتى لا تفسد نواياهم، ونحفظ إخلاصهم، وليكن العمل للـه خالصا".
ويستخدم صناع الأغنية الكثير من التفاصيل الشائعة عن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أغنيتهم التي تقول: "وفى كل مكان تلاقينا. الموصل والرقة وسينا. أخرك تشتمنا ومستحيل لا تجبنا وتودينا. زودلنا عبوات. واديني كاتم أصوات. رجالة الدولة مسيطرين حتى عالمهرجانات".
كما يرد اسم أبوبكر البغدادي، زعيم الدولة الإسلامية، في الأغنية: "مسّيلي عالبغدادي. الكل عليه بينادي. وشعوب العالم مستنيّه، وهنحرر بلادي"، وتقول: "الدولة الإسلامية هتحررنا من العساكر. لا تقولي جيش ولا شرطة اعرف ياض تاريخنا وذاكر. ده شبابنا اتخنقوا خلاص. سلمية ماتت رصاص. وقضاءنا الشامخ حط علينا يا ناس عايزين قصاص".
وفور انتشار الأغنية، بدأ تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل، واستخدمها البعض في سياقها الساخر، بينما لجأ آخرون إلى اعتبارها دليلا على اختراق تنظيم الدولة الإسلامية لمصر، ولجوئهم إلى أغاني المهرجانات للانتشار.
وعُرف التنظيم بقدرات إعلامية متطورة منذ ظهوره، لكنه يحرّم الموسيقى ويعاقب من يقدم على الغناء علناً، ما يجعل الحديث عن كون الأغنية أنتجها التنظيم أو يعمل عناصره على ترويجها، وفق ما يردد البعض، أكثر سخرية من الأغنية نفسها.