"مسرح ثربانتيس".. هل يعود مغربياً؟

21 سبتمبر 2018
(صورة لـ"مسرح ثربانتيس"، 1919)
+ الخط -
في عام 1974، أًغلق "مسرح ثربانتيس" في مدينة طنجة المغربية الذي تملكه إسبانيا منذ سنة 1928، ولم يصل البلدان إلى اتفاق حول ملكية المكان من إجل إعادة تأهيله وافتتاحه من جديد، حتى كشفت وسائل إعلام إسبانية عن قرب الوصول إلى اتفاق ينهي خلافاً استمر حوله أكثر من أربعين عاماً.

الاتفاق الذي ينتظر تصويت البرلمان الإسباني عليه، يقضي بعودة المسرح إلى ملكية الدولة المغربية مباشرة، لغايات "استخدامه لأغراض المنفعة العامة والاهتمام الاجتماعي والترويج لكل من الثقافة المغربية والإسبانية"، بحسب البروتوكول الموقّع بين الرباط ومدريد.

خلال العقد الماضي، أخفقت أكثر من مبادرة أُطلقت لترميم الفضاء التاريخي الذي يقع قرب مرفأ طنجة القديم، حيث تظهر واجهته المبنية من السيراميك الأصفر والأزرق متهالكة، كما تبدو الرسوم والنقوش على جدرانه مهترئة وفقدت ملامحها، كما يتهدّد بعض أجزائه خطر الانهيار.

تقدّر التكلفة التقريبية لتأهيل المسرح ما بين مليونين وخمسة ملايين يورو، وهو ما دفع الحكومة الإسبانية إلى تأجيل خطط ترميمه نظرأ لوقوعه في حي شعبي في المدينة العتيقة تعاني معظم مبانيه من الإهمال، إضافة إلى مطالبة السلطات المغربية أكثر من مرة باسترجاعه.

تعود قصّة "مسرح ثربانتيس" إلى عام 1911 حين وضع الزوجان الإسبانيان مانويل بينيا ودونيا اسبيرانسا، حجر الأساس، وانتهى بنائه بعد سنتين من ذلك التاريخ بتصميمٍ من المعماري دييغو خيمينيث وأنجز التشكيلي فيديريكو ريبيرا رسوماته وزخرفاته الداخلية.

احتضن المسرح بعد انطلاقته العديد من العروض، حيث استضاف مسرحية "غادة الكاميليا" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوما الابن وعرضتها أنذاك فرقة الممثلة سيسيل سوريل، كما غنّى على خشبته أنطونيو كاروزو وباتي أدلين، لكنه شهد تراجعاً بعد قيام الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918).

وفي سنة 1928، قرر الزوجان بسبب تعثرهما المالي، التنازل عن المسرح لصالح الدولة الإسبانية في مرحلة كانت تخضع طنجة للحماية الدولية ضمن اتفاق أبرمته القوى الاستعمارية (بريطانيا وفرنسا وإسبانيا) عام 1925.

في فترة لاحقة، قدّمت العديد من الفنانين والفرق المغربية عروضها في المسرح الذي يتسع لقرابة ألف وأربعمئة متفرج، منهم عبد الرحيم التونسي، والثلاثي الكوميدي "هشومة والعياشي والحزمري"، واستمر نشاط المسرح حتى عام 1974 حين تقرّر إغلاقه، ولم تفلح محاولات "الجماعة الحضرية" في المدينة لإحيائه حين قامت باستئجار المكان لمدة تسعة عاماً، قبل أن يعود مرة أخرى إلى ملكية الحكومة الإسبانية، وظل مهجوراً حتى اليوم.

بانتظار إتمام الاتفاق بين البلدين، فمن المتوقع أن لا تنجح عمليات الصيانة والترميم إلا في تأهيل واجتهته الخارجية، بينما سيوضع تصميم جديد للأجزاء الداخلية التي لم يعد بالإمكان تأهيلها، وفق التقديرات الأولية.

المساهمون