في خضم حالة المقاومة الشعبية التي تعيشها فلسطين، يأتي مرور هاملت (رمز التردد والحيرة) في رام الله كأنما ليعكس حالة تعيشها المدينة ونخبها السياسية والثقافية.
في عام 2014 وبمناسبة مرور 450 سنة على ميلاد المسرحي الإنجليزي وليام شكسبير، انطلقت جملة من المبادرات، من بينها مشروع "الغلوب حول العالم"، وهو جولة تمتدّ إلى قارات العالم الخمس، تستمر سنتين، تقدّم خلالها "فرقة الغلوب المسرحية" أعمال صاحب "الملك لير". وليس سراً أن بريطانيا تعتبر شكسبير رأسمالاً رمزياً لا بد من صيانته وتكثيره وتصديره باستمرار.
يوم الثلاثاء المقبل، تقدّم الفرقة مسرحية "هاملت" من إخراج دومينيك درومغول وبيل باكرست في "مسرح عشتار" في رام الله. وكان "مسرح عشتار" قد تعاون في 2012 مع "فرقة الغلوب" لإنتاج مسرحية أخرى من أعمال شكسبير، هي "ريتشارد الثاني" عرضت في فلسطين بطاقم فلسطيني ومخرج إنجليزي، وإن لم تحقق نجاحاً لما اعتبره متابعون في وقتها استعجالا هو من عوارض المشاريع المسرحية الممولة أجنبياً.
تأسست فرقة الغلوب سنة 1599، ويقال إن شكسبير انتمى إليها لفترة. يحاول "الغلوب" اليوم أن يصل بشكسبير إلى فهم معاصر من خلال إعادة تصوّر أعماله مع المحافظة على النص الأصلي. كما يقدّم المسرح في مقره اللندني أنشطة عديدة من تدريبات ولقاءات ودروس حول كلاسيكيات المسرح الإنجليزي، كون تاريخه يكاد يكون تاريخ المسرح الإنجليزي.
لعل "هاملت"، التي ستعرض في رام الله بعد غد، تعد واحدة من أهم مسرحيات شكسبير، حيث لا يمكن الحديث عن منجزه دون ذكرها؛ إذ تتجاوز البعدين الفني والتاريخي إلى مقاربات فلسفية ونفسية. ولعل عرضها يسحب معه جملة من التداعيات الهاملتية، تجيء في وقتها وأيضاً في غير وقتها.
اقرأ أيضاً: شكسبير بالإنجليزية الحديثة: يكون أو لا يكون