"مسرح الجنوب": موسم الهجرة إلى العاصمة

11 نوفمبر 2015
مشهد من عرض لـ "فرسان الركح" (تصوير: فوضيل حدهوم)
+ الخط -

رغم انتعاش الحركة المسرحية في الجنوب الجزائري، خلال السنوات القليلة الماضية، إلاّ أنها تبدو، بشكلٍ ما، في معزل عن المشهد العام للفن الرابع في البلاد. واقعٌ تفرضه الجغرافيا في بلد يمتدّ على مساحة قارّة.

لعلّ "أيام مسرح الجنوب"، التي تنطلق دورتها السابعة بعد غدٍ الجمعة في مبنى "المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي" في العاصمة، واحدة من التظاهرات التي تحاول كسر هذه العزلة.

تشارك في الدورة الجديدة، التي تستمّر حتّى الـ 20 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عشرة عروض لفرق وجمعيات مسرحية هاوية من ثماني مدن في الجنوب الجزائري؛ هي: تمنراست وغرداية وأدرار والأغواط والنعامة وبسكرة والبيض وتندوف.

من العروض المشاركة في التظاهرة: "جولة في الجحيم" للمخرج عبد القادر عزوز من تمنراست و"عرجون فوق الميت" لـ عبد القادر عافو من غرداية و"سفر" لـ عبد القادر رواحي و"همس الظلام" لـ عبد الحليم بن ساعد من الأغواط و"أوهام مسجونة" لـ أحمد هشام قاندي من البيض.

تشهد التظاهرة أيضاً عرضاً أُنتج بالشراكة بين "المسرح الوطني الصحراوي" و"جمعية نسور لمسرح تندوف" بعنوان "المرأة اللغز". إلى جانب العروض، تُقيم التظاهرة ثلاث ورشات في الإخراج والتمثيل والإضاءة، يشرف عليها أساتذة ومتخصّصون في المسرح.

في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول المتحدّث باسم "المسرح الوطني الجزائري"، فتح النور بن ابراهيم، إن الدورة تشهد حضور فرق جديدة، بعضها يشارك لأوّل مرّة في التظاهرة التي يقول إنها "أعطت زخماً للحركة المسرحية في الجنوب، وسمحت ببروز ممثّلين ومخرجين مسرحيين، بعضهم حاز جوائز في مهرجانات وطنية وعربية".

يشير بن ابراهيم إلى أن عدد الجمعيات المسرحية في الجنوب لم يكن يتجاوز ستّاً قبل ثماني سنواتٍ، بينما أصبح عددها اليوم يقارب الخمسين جمعية.

وعن غياب المسابقة عن فعاليات التظاهرة، يقول: "لاحظنا أن المسابقات تخلق جوّاً غير مسرحي. رأينا أن الأولوية يجب أن تكون للتعريف بالفرق وبالحركة المسرحية في الجنوب، واستبدلنا المسابقات بندوات نقاشية بعد كلّ عرض، تسمح لنا بمعرفة مكامن الضعف والقوّة في تلك التجارب، ومن ثمّ نرافقها بالتدريب".

دلالات
المساهمون