درجت العديد من قاعات العرض حول العالم إلى تخصيص صيف كلّ عام لعرض مجموعة من أعمالها المقتناة أو جزءاً منها، ومنها "غاليري أنيما" في الدوحة الذي افتتح معرض "مجموعة الصيف" في نهاية حزيران/ يونيو الماضي ويتواصل حتى الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل، ويضمّ أعمالاً من المعارض الثلاثة التي نظّمها خلال العام الماضي.
تتمحور الثيمة الأساسية لمعرض "فقدان الذاكرة" للفنان اللبناني نديم كريم (1957) الذي اختتم نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حول العقل البشري والإمكانات غير المحدودة التي يمكن أن تسفر عنها الأفكار، وبينما تجد الجسد راسخاً في المكان بسياقه وضغوطه من التأثيرات السياسية والاجتماعية والدينية والتأثيرات الأخرى، تتجاوز الأفكار الحدود والمحيطات في محاولة لاستيعاب حدود العالم.
يضم المعرض إحدى وعشرين عملاً فنياً ما بين اللوحات والمجسمات، تعبّر "عن قوة الاتصال التي نحملها في داخلنا، وعن أهمية القصص والإرادة لمواجهة المواقف التي تفوق قدراتنا"، بحسب بيان المنظّمين.
واشتمل معرض "صوت الصمت" للفنان التشكيلي السوري همام السيد (1981) الذي احتضنه الغاليري حتى الحادي عشر من آذار/ مارس الماضي، على حوالي ثلاثين عملاً بين اللوحات الزيتية والأعمال النحتية بأحجام مختلفة.
ترتكز تجربة الفنان على نموذج أساسي ابتكره باسم "المواطن صفر" الذي يشكّل الشخصية المركزية في جميع أعماله، ويهجو من خلاله الاستبداد والبؤس الاجتماعي، حيث تعبّر نظراتها عن حقيقة ما يجري عبر مواجهته بعدم المبالاة فتظهر مُتبلدة وغير معنية بما يحصل من حولها، غير أنها لم ولن تنجح في ذلك.
في سياق هذا التشويه الذي أصاب الإنسان في دواخله وشكله معاً، تتحرك الشخصية ككتلة ضخمة مقارنة بمحيطها، لكنها مشعولة عمن حولها تلهو بدولاب أو خيط، وهي أحياناً تندمج بكائنات أخرى أسطورية وواقعية وتظلّ على ثقلها الذي يقيدها ويحجبها عن الواقع.
أما معرض "حلّق مع النجوم" للفنان الكوري الجنوبي هيونغ كو كانغ (1954)، فتواصل حتى الثامن عشر من حزيران/ يونيو الماضي، وضمّ العديد من البورتريهات لشخصيات سياسية وفكرية وفنية رسمها خلال تجربته الممتدّة لأكثر من ثلاثة عقود.
تحضر العينان كعنصر أساسي في أعماله التي تنتمي إلى فن البوب، عبر تركيزه على دوران البؤبؤ وحركة الجفون في فتحها وإغلاقها، وطبيعة نظرتها تجاه للمتلقي وبثّ حياة أو روح أخرى مع محافظتها على ملامحها الأساسية، في محاولة للبحث عن روح الفكاهة في أناس لم يتخلّوا عن جديتهم، أو الرغبة في الحياة لدى آخرين كانوا زاهدين فيها.
يقدّم الفنان العديد من الشخصيات المعروفة في عالم الفن والسياسة، منها اللفنان الهولندي فنست فان غوخ، والمهاتما غاندي، والرئيس الأميركي أبراهام لنكولن، وعالم الفيزياء الألماني أينشتاين، والفنانيْن الإيطالييْن مايكل أنجلو وليوناردو دا فينشي، والفنان الأميركي آندي وارهول، والفنانيْن الإسبانييْن بابلو بيكاسو وسلفادور دالي.