(مدارات خليجية)
دعا مجلس التعاون الخليجي في اجتماعه الاستثنائي، الذي عقد اليوم في العاصمة السعودية، الرياض، جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، إلى المشاركة في حوار الرياض بين مختلف الفرقاء اليمنيين، مشدّداً في الوقت نفسه على تمسّكه بشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورفض مختلف الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة، في رسالة خليجية واضحة لتحصين موقع هادي في مواجهة المدّ الحوثي.
اقرأ أيضاً: عقبات نقل الحوار اليمني إلى الرياض
ورحّب المجلس بقرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز استضافة الرياض للحوار اليمني. وكان لافتاً تأكيد وزير الخارجية القطري خالد العطية في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع أن "هدفنا هو الوصول إلى حل يؤدي لاستقرار اليمن، لذا من مصلحة جميع أطراف الأزمة اليمنية الحضور إلى الرياض"، مؤكداً أن الحوثيين معنيون بالدعوة التي وجهتها دول مجلس التعاون للحضور إلى الرياض لبحث الأزمة اليمنية.
لكن في الوقت نفسه، وجّه المجلس تحذيراً إلى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، عقب المناورات العسكرية، التي أجروها على الحدود مع السعودية، وقال العطية إن دول مجلس التعاون الخليجي لديها الإمكانات والإجراءات التي لا تعلن عنها للدفاع عن مصالحها وحدودها.
وأضاف أنّ "تحركاً هنا أو هناك لن يؤثر في دول مجلس التعاون الخليجي"، مؤكداً أن هذه الدول "تملك القدرة على حماية أراضيها وسيادتها. ليكن الجميع على ثقة بأننا نستطيع حماية حدودنا".
وعلى الرغم من أنّ موقف وزراء خارجية دول مجلس التعاون بخصوص دعم هادي، ليس بجديد، غير أنّ المحلل السياسي ورئيس مركز "الخليج للأبحاث"، عبدالله بن صقر، شدّد في حديث إلى "العربي الجديد"، على أهمية تأكيد المجلس على مواقفه السياسية السابقة، خصوصاً في ظل أحاديث حول حصول تغيير في سياسات بعض الدول في الفترة السابقة.
وقال إن "البعض تصور أن زيارة وزير الخارجية الإيراني علي لاريجاني لبعض دول المنطقة قد تُحدث تغييراً في بعض سياسات دول المجلس، ولكن وزراء الخارجية أكّدوا على أنّ مواقف دول مجلس التعاون الخليجي ثابتة ولم تتغير". وكان لاريجاني قد أجرى زيارة أمس، إلى الدوحة، والتقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني.
اقرأ أيضاً: أمير قطر يستعرض مع رئيس البرلمان الإيراني "العلاقات الثنائية"
وأضاف بن صقر "لم يكن في البيان الذي صدر اليوم عن الاجتماع أي جديد، ولكن كان فيه تأكيد مهم على أن موقف دول المجلس من القضايا العربية ثابت". ولفت إلى أنه "كان من الممكن أن يصدر بيان من أمانة المجلس، ولكن الاجتماع الاستثنائي كان له وقع أقوى، خصوصاً أنه لم يستغرق وقتاً طويلاً".
وشدّد بن صقر على أنّ موقف المجلس من القضية اليمنية جاء في وقت مهم وحساس، لا سيما بعدما طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من الملك سلمان بن عبد العزيز إقامة مؤتمر لمختلف الأطياف اليمنية في الرياض، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، ويضيف: "دول المجلس أكدت على موقفها الداعم للشرعية في اليمن، خاصة أن مطامع إيران في المنطقة باتت واضحة"، ويشدد بن صقر على أهمية دعم المجلس للشرعية في اليمن، والتي جاءت بعد إخفاق مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار حاسم تجاه اليمن تحت بند الفصل السابع، واكتفى ببيان لم يكن كافياً.
دعم في وقت حساس
من جهته، رأى المحلل السياسي السعودي ورئيس مركز "الإعلام والدراسات العربية الروسية"، ماجد التركي، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنّ دعم مجلس التعاون الخليجي للرئيس اليمني يعطي الأخير دافعاً كبيراً لمواجهة ما يحدث في اليمن. وأكّد أنّ "اهتمام دول مجلس التعاون بالرئيس اليمني لا يرتبط بشخصه، وإنما هو اتجاه عام لتأكيد الشرعية الدولية في الحل اليمني الذي تبناه المجلس ودعمته الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أنّ "ما يحدث في اليمن حالياً هو انقلاب على الشرعية وليس النظام فقط".
واعتبر التركي أن التأييد الذي حظي به هادي من وزارء دول مجلس التعاون الخليجي اليوم حماه من السقوط. وقال "لو لم ينل هادي هذا التأييد لسقط بسهولة، فالتأييد الخليجي هو الشيء الذي يجعله قادراً على الوقوف أمام المدّ الحوثي". وأضاف "يحظى الرئيس اليمني بتأييد 70 في المائة من مكونات اليمن الشعبية، ولم يعد الحوثيون يحظون بالقبول الشعبي، خصوصاً بعدما تلوثت أيديهم بالدماء".
وشدّد الخبير السياسي السعودي على أن قبول الملك سلمان لطلب هادي بإقامة حوار يمني في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، أعطاه شرعية ووضع الحراك الحوثي في عزلة سياسية ودبلوماسية، خصوصاً مع نقل الكثير من السفارات العربية والأجنبية لعملها إلى عدن، مشيراً إلى أن "هذا الأمر عزل صنعاء عن العالم وجعلها تتحرك في إطار داخلي فقط".
وبخصوص الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، اعتبر أنّ الأخير "فقد شرعيته، سواء هو أو من يتبعه من أبنائه، منذ أن وقّع على الاتفاق الخليجي الذي ينصّ على تنحيه عن السلطة مقابل عدم ملاحقته القانونية. وفقد شرعيته مرة أخرى عندما تواصل مع إيران ودعم الحوثيين وموّلهم لإفساد اليمن". وأضاف أنّ صالح "فقد شرعيته في الداخل والخارج وبات الأوروبيون والأميركيون يرونه رجلاً غير أهل للثقة، والذي فعله في اليمن طوال 32 عاماً يؤكد أنه لن ينجح في إصلاح أي شيء في الفترة المقبلة".
ملفات أخرى
إضافة إلى الملف اليمني الذي حظي باهتمام دول مجلس التعاون، أكّد وزير الخارجية القطري خالد العطية الذي ترأس الاجتماع الاستثنائي، أن الوزراء جدّدوا الدعوة لإيران إلى الاستجابة للجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية لبرنامجها النووي تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.
وفي الشأن الفلسطيني، أكّد وزير الخارجية القطري، خالد العطية، أن أهم أسباب فشل عملية السلام المبالغة في التركيز على القضايا الإجرائية والحلول الجزئية والمرحلية واستنفاد الجهد دون تحقيق السلام العادل المنشود الذي يتطلّب من المجتمع الدولي.
وطالب بتدخل دولي عاجل لحل الأزمة السورية وحماية المواطنين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري. كما أكّد أن دول المجلس تؤكد دعمها لوحدة العراق وسلامة أراضيه ودعم الحكومة العراقية ومساعدتها من أجل توفير الأمن والاستقرار، وعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية وبسط سيادته على كل أراضيه.
وفي الشأن الليبي، شدّد على أن دول المجلس تدعم الحوار الوطني بين جميع الأطراف الليبية، انطلاقاً من رؤيتهم في أن المخرج الوحيد من تداعيات الأزمة الليبية لن يكون ممكناً، إلا من خلال الحل السياسي الذي يحترم إرادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الأمن والاستقرار.
دعا مجلس التعاون الخليجي في اجتماعه الاستثنائي، الذي عقد اليوم في العاصمة السعودية، الرياض، جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، إلى المشاركة في حوار الرياض بين مختلف الفرقاء اليمنيين، مشدّداً في الوقت نفسه على تمسّكه بشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورفض مختلف الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة، في رسالة خليجية واضحة لتحصين موقع هادي في مواجهة المدّ الحوثي.
اقرأ أيضاً: عقبات نقل الحوار اليمني إلى الرياض
ورحّب المجلس بقرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز استضافة الرياض للحوار اليمني. وكان لافتاً تأكيد وزير الخارجية القطري خالد العطية في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع أن "هدفنا هو الوصول إلى حل يؤدي لاستقرار اليمن، لذا من مصلحة جميع أطراف الأزمة اليمنية الحضور إلى الرياض"، مؤكداً أن الحوثيين معنيون بالدعوة التي وجهتها دول مجلس التعاون للحضور إلى الرياض لبحث الأزمة اليمنية.
لكن في الوقت نفسه، وجّه المجلس تحذيراً إلى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، عقب المناورات العسكرية، التي أجروها على الحدود مع السعودية، وقال العطية إن دول مجلس التعاون الخليجي لديها الإمكانات والإجراءات التي لا تعلن عنها للدفاع عن مصالحها وحدودها.
وأضاف أنّ "تحركاً هنا أو هناك لن يؤثر في دول مجلس التعاون الخليجي"، مؤكداً أن هذه الدول "تملك القدرة على حماية أراضيها وسيادتها. ليكن الجميع على ثقة بأننا نستطيع حماية حدودنا".
وعلى الرغم من أنّ موقف وزراء خارجية دول مجلس التعاون بخصوص دعم هادي، ليس بجديد، غير أنّ المحلل السياسي ورئيس مركز "الخليج للأبحاث"، عبدالله بن صقر، شدّد في حديث إلى "العربي الجديد"، على أهمية تأكيد المجلس على مواقفه السياسية السابقة، خصوصاً في ظل أحاديث حول حصول تغيير في سياسات بعض الدول في الفترة السابقة.
وقال إن "البعض تصور أن زيارة وزير الخارجية الإيراني علي لاريجاني لبعض دول المنطقة قد تُحدث تغييراً في بعض سياسات دول المجلس، ولكن وزراء الخارجية أكّدوا على أنّ مواقف دول مجلس التعاون الخليجي ثابتة ولم تتغير". وكان لاريجاني قد أجرى زيارة أمس، إلى الدوحة، والتقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني.
اقرأ أيضاً: أمير قطر يستعرض مع رئيس البرلمان الإيراني "العلاقات الثنائية"
وأضاف بن صقر "لم يكن في البيان الذي صدر اليوم عن الاجتماع أي جديد، ولكن كان فيه تأكيد مهم على أن موقف دول المجلس من القضايا العربية ثابت". ولفت إلى أنه "كان من الممكن أن يصدر بيان من أمانة المجلس، ولكن الاجتماع الاستثنائي كان له وقع أقوى، خصوصاً أنه لم يستغرق وقتاً طويلاً".
وشدّد بن صقر على أنّ موقف المجلس من القضية اليمنية جاء في وقت مهم وحساس، لا سيما بعدما طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من الملك سلمان بن عبد العزيز إقامة مؤتمر لمختلف الأطياف اليمنية في الرياض، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، ويضيف: "دول المجلس أكدت على موقفها الداعم للشرعية في اليمن، خاصة أن مطامع إيران في المنطقة باتت واضحة"، ويشدد بن صقر على أهمية دعم المجلس للشرعية في اليمن، والتي جاءت بعد إخفاق مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار حاسم تجاه اليمن تحت بند الفصل السابع، واكتفى ببيان لم يكن كافياً.
دعم في وقت حساس
من جهته، رأى المحلل السياسي السعودي ورئيس مركز "الإعلام والدراسات العربية الروسية"، ماجد التركي، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنّ دعم مجلس التعاون الخليجي للرئيس اليمني يعطي الأخير دافعاً كبيراً لمواجهة ما يحدث في اليمن. وأكّد أنّ "اهتمام دول مجلس التعاون بالرئيس اليمني لا يرتبط بشخصه، وإنما هو اتجاه عام لتأكيد الشرعية الدولية في الحل اليمني الذي تبناه المجلس ودعمته الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أنّ "ما يحدث في اليمن حالياً هو انقلاب على الشرعية وليس النظام فقط".
واعتبر التركي أن التأييد الذي حظي به هادي من وزارء دول مجلس التعاون الخليجي اليوم حماه من السقوط. وقال "لو لم ينل هادي هذا التأييد لسقط بسهولة، فالتأييد الخليجي هو الشيء الذي يجعله قادراً على الوقوف أمام المدّ الحوثي". وأضاف "يحظى الرئيس اليمني بتأييد 70 في المائة من مكونات اليمن الشعبية، ولم يعد الحوثيون يحظون بالقبول الشعبي، خصوصاً بعدما تلوثت أيديهم بالدماء".
وشدّد الخبير السياسي السعودي على أن قبول الملك سلمان لطلب هادي بإقامة حوار يمني في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، أعطاه شرعية ووضع الحراك الحوثي في عزلة سياسية ودبلوماسية، خصوصاً مع نقل الكثير من السفارات العربية والأجنبية لعملها إلى عدن، مشيراً إلى أن "هذا الأمر عزل صنعاء عن العالم وجعلها تتحرك في إطار داخلي فقط".
وبخصوص الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، اعتبر أنّ الأخير "فقد شرعيته، سواء هو أو من يتبعه من أبنائه، منذ أن وقّع على الاتفاق الخليجي الذي ينصّ على تنحيه عن السلطة مقابل عدم ملاحقته القانونية. وفقد شرعيته مرة أخرى عندما تواصل مع إيران ودعم الحوثيين وموّلهم لإفساد اليمن". وأضاف أنّ صالح "فقد شرعيته في الداخل والخارج وبات الأوروبيون والأميركيون يرونه رجلاً غير أهل للثقة، والذي فعله في اليمن طوال 32 عاماً يؤكد أنه لن ينجح في إصلاح أي شيء في الفترة المقبلة".
ملفات أخرى
إضافة إلى الملف اليمني الذي حظي باهتمام دول مجلس التعاون، أكّد وزير الخارجية القطري خالد العطية الذي ترأس الاجتماع الاستثنائي، أن الوزراء جدّدوا الدعوة لإيران إلى الاستجابة للجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية لبرنامجها النووي تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.
وفي الشأن الفلسطيني، أكّد وزير الخارجية القطري، خالد العطية، أن أهم أسباب فشل عملية السلام المبالغة في التركيز على القضايا الإجرائية والحلول الجزئية والمرحلية واستنفاد الجهد دون تحقيق السلام العادل المنشود الذي يتطلّب من المجتمع الدولي.
وطالب بتدخل دولي عاجل لحل الأزمة السورية وحماية المواطنين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري. كما أكّد أن دول المجلس تؤكد دعمها لوحدة العراق وسلامة أراضيه ودعم الحكومة العراقية ومساعدتها من أجل توفير الأمن والاستقرار، وعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية وبسط سيادته على كل أراضيه.
وفي الشأن الليبي، شدّد على أن دول المجلس تدعم الحوار الوطني بين جميع الأطراف الليبية، انطلاقاً من رؤيتهم في أن المخرج الوحيد من تداعيات الأزمة الليبية لن يكون ممكناً، إلا من خلال الحل السياسي الذي يحترم إرادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الأمن والاستقرار.