ثلاثة من الباحثين والمهتمّين بتاريخ المنطقة هم بدر الحاج وفداء جديد وجواد عدره أنشؤوا مشروعهم الجديد الذي يحمل اسم إله الكتابة والحكمة عند البابليين وشعوب بلاد الرافدين ثم عرفه الأموريون والفينيقيون، ويضمّ ثلاثمئة قطعة أثرية تنتمي إلى العصرين البرونزي والحديدي، وإلى الحقب الرومانية واليونانية والبيزنطية والإسلامية.
ولأن تمثال نابو لا يزال موجوداً أمام "مكتبة الكونغرس" في واشنطن مثل الكثير من الآثار العربية، فقد حاول مؤسسو المتحف إعادة اكتشافه عبر عرض رقمية أثرية مصنوعة من الصلصال تحوي كتابات عنه وعن الهيكل الذي كان يُعبد فيه، وستكون ضمن الموجودات الدائمة.
المتحف يضمّ، أيضاً، مكتشفات أثرية استولى عليها الكيان الصهيوني في فلسطين والجولان وجنوب لبنان ليهديها رئيس حكومة الاحتلال إلى "أصدقاء"، حيث تمّ شراؤها من ورثتهم واستعادتها مرّة أخرى، كتعبير عن "رفض التفريط في الآثار والأعمال الفنية ومحاولة لم شملها"، بحسب القائمين على المشروع.
من أبرز ما تتضمّنه المعروضات رقميات مسمارية (قطع خزفية صغيرة) يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 2330 و540 قبل الميلاد، والتي تروي حكايات ملحمية وتوفر دلائل على النظم الاقتصادية الأخرى ومعلومات عن الجماعات العرقية وخرائط المدن القديمة.
المتحف الذي يقع على مساحة 1600 متر صمّمه الفنانين العراقيين ضياء العزاوي ومحمود العبيدي، ويضم مكتبة تحوي مجموعة كبيرة من الكتب حول الفن وعلم الآثار والتاريخ والجغرافيا، إضافة إلى مخطوطات نادرة ومقتنيات إثنوغرافية، وكتب نُشرت في بدايات دخول الطباعة إلى المنطقة العربية؛ مثل كتاب "ميزان الزمان" والنسخة الأولى من كتاب "النبي" لجبران خليل جبران بالعربية وبالإنكليزية.
المعرض الحالي، والذي يتواصل لثلاثة أشهر، يحتوي أيضاً على مجموعة من الصور الفوتوغرافية والبطاقات البريدية التي تعود إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، منها لوحة لجبران مرسومة عام 1916.
أما الأعمال الفنية المعروضة فهي لأسماء من جيل الروّاد العرب؛ من بينها: شفيق عبود، وإيفيت أشقر، وأمين الباشا، ورفيق شرف، وآدم حنين، وفاتح المدرّس، ومحمود حمّاد، ولؤي كيالي، وإلياس زيات، ودوروثي سلهب، وجميل ملاعب، وهيلين الخال، وعمر أنسي، ومصطفى فروخ، وصليبا الدويهي، وإسماعيل فتاح وشاكر حسن آل سعيد. كما يُعرض عملان للعزاوي والعبيدي يتناولان واقع العراق بعد الاحتلال الأميركي.