استفادت العديد من المتاحف من تقنية العرض بـ "360 درجة" التي تتيح تصوير مقتنياتها بطريقة تتيح تقديم مشهد بانورامي يشبه إلى حدّ كبير معاينتها في الواقع، ومكّنت هذه التكنولوجيا من متابعة الملايين لأعمال أبرز رموز الفن التي كان عليهم سابقاً السفر إلى عدّة عواصم لرؤيتها.
مع إغلاق جميع المؤسسات الفنية حول العالم أبوابها بسبب انتشار فيروس كورونا، لجأت معظمها إلى توفير هذه التقنية على منصّاتها الإلكترونية، ومنها "المؤسسة الوطنية للمتاحف" في المغرب التي أعلنت منذ أيام عن تنظيمها زيارات افتراضية لمعارضها التي أقامتها سابقاً.
الزيارات تندرج تحت مبادرة "المتحف في البيت" التي انطلقت بمعرض "أمام بيكاسو"، والذي احتضنه "متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر" في الرباط خلال عام 2017، وضمّ أكثر من مئة عملٍ في أحد عشر قسماً توزّعت وفق تسلسل زمني يعبّر عن مراحل تطوّر تجربة صاحب "الغيرنيكا"، تتوزّع بين منحوتات وخزف وصور ورسومات ومطبوعات متنوّعة.
كما تتوفّر جولات رقمية لمعرض "دار السي سعيد" في "المتحف الوطني للنسيج والزرابي" بمراكش، الذي يقدّم نماذج من الصناعات التقليدية في المغرب ونقوش الجصّ والخشب ولوحات الزليج الفاسي ونماذج من العمارة الأندلسية ومعروضات خشبية وحليّاً من الفضة ومختلف المعادن وفخاراً وخزفاً وأسلحة تقليدية ومنسوجات أمازيغية وعربية.
وتشير المتاحف في بيانها الصحافي إلى أنه من المتوقع أن تتيح كلّ أسبوع بتقنيتيّ الفيديو والعرض بـ"360 درجة" معرضاً من معارضها التي نُظّمت قبل قرار إغلاق جميع المؤسسات الثقافية، مثل معرض "من غويا إلى اليوم" الذي أقيم في عام 2017 أيضاً، واشتمل على نتاج تيارات فنية مختلفة برزت في إسبانيا منذ القرن الثامن عشر وحتى اللحظة الراهنة، ومن أبرز الفنانين الذين تُعرض أعمالهم إلى جانب فرانسيسكو دي غويا، كلّ من خواكين سورويا وإغانسيو زولواغا وأنتونيو تابيس وميغيل بارثيليو.
كما ستقدّم المتاحف إلكترونياً "معرض المتوسّط والفن الحديث"، و"الانطباعيين" الذي يتضمّن لوحات لـ مونيه، ورينوار وسيزان وآخرين، ومعرض النحّات السويسري جياكوميتي، إضافة إلى أعمال عدد من الفنانين التشكيليين المغاربة المعاصرين مثل أحمد الشرقاوي وحسن حجاج وأحمد اليعقوبي.