"ما تستعجل"... لتقليل حوادث السير بالأردن قبل الإفطار

08 يوليو 2014
تكثر حوادث المرور في الأردن قبل أذان المغرب(عن الإنترنت)
+ الخط -


مع اقتراب موعد أذان المغرب، يندفع سائقو السيارات بسرعة كبيرة في شوارع العاصمة الأردنيّة عمّان، ليدركوا الإفطار في بيوتهم، مما يعرّض حياتهم وحياة آخرين للخطر.

ويظهر هذه الأيام في ذات الشوارع متطوّعون يرتدون سترات زاهية اللون عاكسة للضوء، وينتظرون السيارات عند إشارات المرور ليقدّموا إلى سائقيها ماءً وبعض تمرات حتى يقودوا على مهل ويتجنبوا الحوادث.

ويأتي ذلك في إطار حملة أطلق عليها "ما تستعجل" التي تهدف إلى تذكير الناس بالالتزام بقيادة السيارات بشكل مسؤول في شهر الصوم، لا سيّما مع اقتراب موعد الإفطار.

ويوضح عمر بكر، وهو متطوّع في الحملة، أسباب إطلاقها. ويقول لتلفزيون وكالة "رويترز" إن الحملة بدأت كمبادرة من قبل عدد قليل من الشباب، لكنها الآن توسّعت وأصبح متطوّعوها يغطّون ما يقارب 38 إشارة. يضيف أن هدفها الرئيس هو التقليل من حوادث المرور التي يتزايد معدلها في فترة ما قبل وبعد أذان المغرب مباشرة.

وكانت هذه المبادرة قد انطلقت في العام 2010 بمشاركة عشرة شباب فقط كانوا يقفون عند إشارة مرور في وسط العاصمة الأردنيّة عمّان.

ومنذ ذلك الحين جذبت الحملة عدداً كبيراً من المتطوّعين من أنحاء المدينة كافة. وفي العام 2012 ضمّت الحملة 160 متطوّعاً، وزّعوا التمر والماء على أربعين ألف شخص. ويشمل البرنامج حالياً أكثر من 500 متطوّع.

من جهتها، تشير غيد زادات وهي متطوّعة في الحملة، أنها شاركت فيها لرغبتها في أن تعمّ السلامة شوارع المدن الأردنيّة.

ويقول منظمو الحملة إن خمسة متطوّعين يرأسهم مشرف يوزّعون زجاجات الماء وعلب التمر عند كل إشارة على أربعين تقاطعاً. وتعمل الفرق بنظام التناوب حتى يحظى المتطوّعون بقسط من الراحة.

ويشرح المتطوّع عبد الله زغلو أن ما دفعه إلى القيام بهذا العمل، هو أنه شاهد العديد من حوادث المرور في أثناء وقت الإفطار. يضيف أنهم بدأوا الحملة وهم صغار وتعرّضوا للعديد من الحوادث، ثم دعوا إلى توسيع المبادرة ليستفيد منها الناس عبر هذا العمل الخيّر.

وتلفت إدارة الأمن العام في الأردن إلى أن حوادث المرور هي أحد الأسباب الرئيسيّة للوفاة في المملكة.

وكانت الإدارة قد سجّلت في العام 2013 وقوع 107 آلاف و864 حادث مرور في المملكة، مما أدّى إلى مقتل 768 شخصاً وإصابة ألفَين و258 شخصاً آخرين.

وأعرب السائقون الذين تستهدفهم هذه الحملة عن تقديرهم لها، إذ تذكّرهم بأهميّة أن يقودوا سياراتهم بمسؤوليّة في أثناء شهر رمضان.

ويقول علاء عابدين، أحد هؤلاء، إن الحملة بالتأكيد تخفّف من الأزمات وتقلل من الحوادث. ويثني السائق أحمد عواذ على ذلك قائلاً "ما شاء الله عنهم. الشباب يرفعون الرأس. الله يعطيهم العافية. الشباب جهودهم مشكورة ومأجورين يا رب".

ومنذ انطلاقها، لم تعد الحملة تقتصر على محافظة عمّان فقط، بل امتدّت لتشمل محافظات أردنيّة أخرى، منها إربد والسلط والعقبة وجرش.

المساهمون