"مؤتمر حرية تعبير": جدل من أجل التصفيق

22 سبتمبر 2015
إحسان غانجي/ إيران
+ الخط -

انتظم أمس، في قصر يينا في العاصمة الفرنسية باريس، "المؤتمر الدولي لحرية التعبير"، بمشاركة رسامي كاركاتير ومفكرين من عدة جنسيات.

المؤتمر، الذي أقيم خلال يوم واحد، جاء بدعوة من المفكر الفرنسي ريجيس دوبري ورسام الكاركاتير الفرنسي بلانتو.

لعل أهم ما يلاحظ من خلال النقاشات، هو القناعة بأن صعود الحريات وامتدادها على مستوى العالم يأتي في مقابل صعود تهديداتها. وكانت أهم الأسئلة التي طُرحت للنقاش: ما هي التهديدات الجديدة لحرية التعبير؟ وإلى أي حد يمارس الفنّانون الرقابة الذاتية؟

في كلمته، تحدّث رئيس تحرير "شارلي إيبدو" الرسام الكاركاتيري "ريس" عن وجوب تجاوز الحديث عن مسألة الحريات"، يقول "ينبغي ممارستها مباشرة"، مشيراً إلى دعوات بخصوص احترام المقدسات الدينية.

من جهته، صرّح بلانتو: "أريد أن أصارحكم بأنني أمارس الرقابة الذاتية على رسوماتي يومياً، وهذه الممارسة لا تمنع من قول الكثير"، مضيفاً أنه توجد الكثير من وسائل "القول بطريقة أخرى، وهكذا لا وجود لتابوهات في الحقيقة".

من جهتها، قالت الرسامة التونسية نادية الخياري إنّ "الرموز هي الأداة الأولى للرسام"، مضيفةً "لست مضطرة إلى رسم وجوه شخصيات توصف بالمقدسة، أستطيع أن أكشف من خلال أعمالي منظومة توظيف الدين".

أما الرسام السويسري "شابات"، فإنه يرى أنه "علينا الاعتراف بأنه رغم العولمة، فإننا لا نستطيع أن نرسم لجمهور عالمي"، معقباً "نحن في عالم مفتوح ولكنه فيه الكثير من العقول المغلقة".

بالنسبة إلى المؤرخ باسكال أوري، فإنه "لا بد اليوم من فتح قضايا رسم الكاركاتير على الفكر العالمي، وبمختلف اختصاصاته، فالقضية واحدة وإن كان رسّامو الكاركاتير في الواجهة، بينما علماء الاجتماع والنفس والتاريخ بعيدون عن تهجّمات الشارع".

في كلمته، أبدى ريجيس دوبري شيئاً من التحذير تجاه استعمالات مصطلح "حرية التعبير" بالعودة إلى ظهوره في سياق الثورة الفرنسية. يشير دوبري إلى أنه "لا يمكن رسم كل شيء، أو قول كل شيء، لسبب بسيط، بعيد عن إكراهات السلطة، وهو أن حرية التعبير هذه يمكن أن تضعف نفسها بنفسها".

ويرى دوبري "أن الغرب اليوم ليس مؤهلاً لإعطاء دروس لبقية البشرية، ولو كنا نحن أحفاد رابليه وفوليتر"، مضيفاً "نحن، مفكرين ورسامين وصحافيين، لسنا سوى حرّاس نتصدّى للحماقات التي تشبه الثيران التي تضرب بقرونها أينما كان، وصولاً إلى حيث نحن، في باريس"، في إشارة إلى مجرزة شارلي إيبدو التي جدّت في بداية هذ العام.

يعتبر دوبري أن "حرية التعبير أمر بديهي لا يختلف عليه اثنان؛ لذلك، فالحديث المطنب حولها مجرد ظاهرة صوتية. إنها من الأشياء التي نقول عنها "ممنوع أن تمنع"، لكن أكثر من يرفعون شعارات الدفاع عنها يفعلون ذلك في انتظار من يصفق لهم".

المساهمون