"مؤتمر إسرائيل - أفريقيا" لتحسين اختراق القارة السمراء

08 اغسطس 2017
زيارة غناسينغبا تعد الثانية خلال عامين(رونين زفولون/فرانس برس)
+ الخط -

تنظر إسرائيل باهتمام كبير، للزيارة التي يقوم بها حالياً رئيس توغو، فاورا غناسينغبا، إلى تل أبيب، وتراهن على إسهامها في زيادة وتيرة اختراقها للقارة الأفريقية.

كما من المقرر أن تستضيف لومي، عاصمة توغو، في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، "مؤتمر إسرائيل أفريقيا"، الذي من المقرر أن يشارك فيه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، 20 إلى 25 من قادة الدول الأفريقية.

ويراهن نتنياهو بشكل خاص، على دور غناسينغبا في ضمان التئام المؤتمر، في ظل مخاوف إسرائيلية من ضغوط لوقف عقده. فقد ادعى نتنياهو، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية، أول أمس الأحد، أنّ أطرافاً عربية تحاول إحباط عقد المؤتمر، زاعماً أنّ هذه المحاولات "تدل على نجاح الجهود التي تبذلها حكومته لتحسين مكانة إسرائيل الدولية".

وعلى الرغم من أنّ نتنياهو لم يشر إلى الطرف العربي الذي يحاول إحباط عقد المؤتمر، إلا أنّ تل أبيب تتهم المغرب ببذل جهود دبلوماسية لمنعه، سيما وأنّ ملك المغرب محمد السادس قاطع مؤتمر القمة الذي عقده رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، في يونيو/ حزيران الماضي، في العاصمة الليبرية مونروفيا، على الرغم من أنّ المغرب عضو في المجموعة، بسبب مشاركة نتنياهو.

ومما يزيد من رهان تل أبيب، على دور غناسينغبا في ضمان حضور أكبر عدد من القادة الأفريقيين، حقيقة أنّ دولاً أفريقية احتجت أيضاً على حضوره مؤتمر "الإيكواس" من خلال تقليص مستوى مشاركتها فيه.

ولفت نتنياهو، خلال كلمته أمام الجلسة الأسبوعية لحكومته، الأنظار إلى أنّ "مؤتمر إسرائيل أفريقيا" سيساعد إسرائيل على مواصلة اختراق القارة الأفريقية، مشيراً إلى أنّ المؤتمر سيكمل جهوده التي تمثلت بقيامه بجولتين شملتا دولاً شرق وغرب القارة.

وبحسب نتنياهو، فإنّ المؤتمر الذي سيتناول سبل تعزيز التعاون التكنولوجي والتجاري والأمني بين إسرائيل والدول الأفريقية، سيعمل على تحسين المكانة الدولية لإسرائيل.

وجاهر نتنياهو بأنّ أهم هدف لمسعى إسرائيل من اختراق أفريقيا، يتمثل في ضمان عدم تصويت ممثلي هذه الدول ضد تل أبيب في المحافل الدولية، مدعياً أنّ زعماء أفارقة تعهدوا له بعدم التصويت ضد إسرائيل.

وقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ نتنياهو قرر خلال مشاركته في مؤتمر "الإيكواس" إعادة السفير الإسرائيلي للسنغال، واستئناف تقديم المساعدات التقنية لها، بعدما تلقّى تعهّداً من الرئيس السنغالي ماكي سال، بعدم العمل ضد إسرائيل مجدداً في المحافل الدولية.

وكانت السنغال ضمن أربع دول قامت بتقديم مشروع قرار 2334 لمجلس الأمن، الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، وذلك بعدما قام ممثل النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي بسحب مشروع القرار.

إلى جانب ذلك، فإنّ إسرائيل معنية بحضور أكبر عدد من القادة الأفارقة، لمؤتمر "إسرائيل أفريقيا"، من أجل توظيفه في محاولة لضمان تأييدهم لانضمام إسرائيل لـ "الاتحاد الأفريقي" كعضو مراقب.


ويتبيّن أنّ الحماس الكبير الذي يبديه غناسينغبا لتطوير العلاقات بين إسرائيل وكل من بلاده والقارة السوداء، يسوّغ الرهانات الإسرائيلية على دوره في مساعدة تل أبيب على اختراق أفريقيا.
فقد ذكرت صحيفة "معاريف"، أنّ غناسينغبا كتب في سجل الزوار لدى استضافته، الليلة الماضية، في المنزل الرسمي لنتنياهو في القدس المحتلة: "إنّني أحلم بذلك اليوم الذي تعود فيه إسرائيل إلى أفريقيا وأن تعود أفريقيا إلى إسرائيل"، بينما عقّب نتنياهو على ما كتب قائلاً: "توغو هي صديقة حقيقية لدولة إسرائيل".

ومما يدلّ على حماس غناسينغبا لإسرائيل، حقيقة أنّ زيارته الحالية تعد الثانية التي يقوم بها إلى الأراضي المحتلة، في غضون أقل من عامين.

كما يُستدل من تصريحات رئيس توغو، أنّ أحد العوامل التي تسهّل على إسرائيل اختراق الغرب الأفريقي، يتمثل في تدهور الأوضاع الأمنية هناك، مما يفاقم الحاجة للمساعدات الأمنية الإسرائيلية.

فقد أقر غناسينغبا، بأنّ غرب أفريقيا تعاني مشكلة "التهديدات الإرهابية"، مشدداً على أن المساعدات والاستشارات التي تقدمها إسرائيل لتوغو، أسهمت في تحسين الواقع الأمني فيها بشكل كبير.

في الوقت ذاته، فإنّ إسرائيل ترى في الحرب التي تشنّها دول غرب أفريقيا ضد الجماعات الجهادية حربها؛ سيما وأنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدعّي أنّ حالة الفوضى التي تسود في المنطقة الأفريقية، سمحت بوصول سلاح نوعي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والجماعات الجهادية في سيناء.

ومما يدل على تعاظم التعاون العسكري بين إسرائيل ودول غرب أفريقيا، ما كشفته صحيفة "هارتس"، في عددها الصادر أمس الإثنين، عن أنّ التعاون العسكري والأمني بين إسرائيل ودولة غانا قد قطع "شوطاً كبيراً".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل اقترحت على قيادة الجيش الغاني، أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتدريب عناصر من سلاح الجو في غانا، على تشغيل منظومات الطائرات بدون طيار التي اشترتها غانا مؤخراً من إسرائيل والتي ستستخدمها في عمليات الرصد ومحاربة الإرهاب.


المساهمون